أبرزرأي

“السعودية الطموحة”… وطن يتجدّد بقيادة ولي العهد

كتب باسم المرعبي – ناشر موقع “رأي سياسي”:

احتفلت المملكة العربية السعودية باليوم الوطني الخامس والتسعين منذ ثلاثة أيام، في مشهدٍ تجلّى فيه الفخر بالمنجزات، والتطلّع إلى مستقبلٍ أكثر ازدهارًا ورسوخًا. لم يكن هذا اليوم مجرد ذكرى لتأسيس الدولة الحديثة عام 1932، بل لحظةً مفصلية تأتي وسط تحوّلاتٍ عميقة تمسّ جميع جوانب الحياة في المملكة: من الاقتصاد والمجتمع، إلى الثقافة والسياسة، وحتى مكانة السعودية في النظام الدولي.

تحت راية “رؤية 2030″، التي أطلقها ويقودها سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، شهدت المملكة، على مدى السنوات الأخيرة، وهي مستمرة، سلسلةً من التحوّلات الجوهرية التي أعادت رسم ملامح الدولة الحديثة. فقد استطاعت السعودية، في ظرفٍ أقل من عقد، أن تنتقل من اقتصادٍ ريعي يعتمد على النفط، إلى اقتصادٍ متنوع القطاعات، يقوده الابتكار والاستثمار والطاقة المتجددة.

هذه التحوّلات لم تكن اقتصادية فحسب، بل مسّت جميع مناحي الحياة: من تمكين المرأة ومضاعفة مشاركتها في سوق العمل والمجال العام، إلى تحديث الأنظمة القضائية والتعليمية، وفتح البلاد أمام السياحة العالمية، وتقديم المملكة بصورتها الحقيقية كأرض حضارة وتاريخ وكرم وأصالة.

وتميّزت احتفالات اليوم الوطني هذا العام بطابعها الجماهيري الواسع، حيث شهدت المدن السعودية عروضًا جوية، وفعاليات فنية وثقافية، مزجت بين التراث والحداثة. احتفل السعوديون والسعوديات بروحٍ وطنيةٍ جديدة، تعبّر عن اعتزازهم بهويتهم المتجدّدة، وثقتهم بالمستقبل الذي يصنعونه بأيديهم.

وفي مشهدٍ رمزيٍّ لافت، شهدت العاصمة الرياض عرضًا ضوئيًا ثلاثي الأبعاد، جسّد رحلة التحوّل التي تقودها القيادة الرشيدة، في رسالةٍ واضحة مفادها: المملكة لا تحتفل بالماضي فحسب، بل تبني الغد بإرادةٍ لا تلين.

ولا يمكن الحديث عمّا تشهده السعودية من نقلةٍ حضارية دون التوقّف عند الدور المحوري الذي يلعبه ولي العهد الأمير محمد بن سلمان. فقد استطاع، بشخصيته القيادية الجريئة، ورؤيته الاستراتيجية، أن يُحوّل الطموح إلى خطط، والخطط إلى مشاريع، والمشاريع إلى إنجازاتٍ ملموسة.

إن المدن الجديدة التي تُبنى مثل “نيوم”، والمشاريع العملاقة مثل “ذا لاين” و”البحر الأحمر” و”القدية”، ما كانت لتغادر طور الأحلام لولا الإصرار الذي يتّسم به سموّه، وثقته بقدرات الشباب السعودي على أن يكونوا الفاعلين في صنع مستقبلهم.

ويُشهد لولي العهد أنه استطاع الجمع بين الحفاظ على الثوابت الدينية والوطنية، والانفتاح العقلاني على العالم بروح العصر. كما قدّم نموذجًا قياديًا جديدًا في المنطقة، يقوم على الفاعلية، والكفاءة، والمساءلة، في وقتٍ تتعثّر فيه دولٌ كثيرة في محيطنا العربي.

وبينما يستذكر السعوديون في يومهم الوطني بطولات الملك المؤسس عبدالعزيز آل سعود، فإنهم يرَون في هذا اليوم امتدادًا لذلك المجد، وصورةً أخرى من صور التأسيس؛ تأسيسٌ جديدٌ لدولةٍ قوية، حديثة، مؤثرة في محيطها الإقليمي والدولي.

لقد بات واضحًا أن المملكة اليوم لا تكتفي بدور المتلقّي في النظام العالمي، بل تسعى لتكون فاعلًا أساسيًا فيه، من خلال استضافتها لمؤتمرات كبرى، ومبادراتٍ عالمية في مجال الطاقة النظيفة، وحضورٍ دبلوماسيٍّ متزايد في ملفات السياسة الإقليمية والدولية.

لا شكّ أن اليوم الوطني السعودي الخامس والتسعين لا يُمثّل فقط ذكرى وطنيةً عزيزة، بل يرمز إلى ولادةٍ جديدة لوطنٍ يتغيّر ويتطوّر بثبات، تحت راية قيادةٍ عصرية، جريئة، وواعية.

فولي العهد الأمير محمد بن سلمان لم يعُد فقط رمزًا للتحوّل السعودي، بل بات أحد أبرز القادة المؤثرين في العالم، ممّن يصنعون التاريخ ولا يكتفون بقراءته.

إن السعودية الجديدة وُلدت من رحم الحلم، ونمت على أرض الواقع، وها هي تسير بخطى واثقة نحو مستقبلٍ يليق بتاريخها، ومكانتها، وشعبها.

أخبار مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى