السعودية الرقمية دعامة التحول الرقمي
كتبت بينة الملحم في صحيفة الرياض.
تعتبر السعودية الرقمية منصة لإبراز إنجازات الجهات الحكومية في تقديم خدمات رقمية ذات كفاءة عالية تسهم في تحسين جودة الحياة وتحقيق الاستدامة، وتُساهم في نشر الوعي حول أهمية التحول الرقمي وفوائده..
لا يجلب التحول الرقمي الابتكار التكنولوجي فحسب، بل يجلب معه أيضاً تغييرات شاملة في أساليب الإنتاج وأنماط الحياة وأساليب الإدارة، حيث أصبحت البيانات تولد قيمة صناعية ضخمة تقود التحول الرقمي في الخدمات الحكومية مع تطور سياسات الحكومة الرقمية، أصبح حجم السوق ينمو بشكل هائل وسيناريوهات التطبيق غنية وتنمو بشكل غير مسبوق والبيانات تبني جسورا بين العرض والطلب مما يمكن الحكومة الرقمية من تحقيق تحليل دقيق للطلب ومما يسمح للخدمات الحكومية بالتحول من بذل أفضل الجهود إلى تقديم أفضل الخدمات في أي مكان وكل ثانية.
في المقابل تشهد الحكومة الرقمية في المملكة تطورا مذهلاً، حيث إن الحكومة الرقمية تساهم في إثراء تجارب المستفيدين وتسريع التحول الرقمي من خلال خدمات رقمية مبتكرة، والاستفادة من التقنيات الناشئة، وخلق التنافسية الرقمية، وإبراز هذه الإنجازات من خلال منصة السعودية الرقمية، حيث حققت من خلاله المملكة المركز الأول في مؤشر نضج الخدمات الحكوميّة الإلكترونية والنقّالة لعام (2023م) الصادر من لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغربي آسيا (الإسكوا) التابعة لمنظمة الأمم المتحدة، بالإضافة إلى تحقيقها أعلى نتيجة تاريخية لها في مؤشر تطور الحكومة الإلكترونية الصادر عن منظمة الأمم المتحدة منذ إطلاقه قبل أكثر من 20 عاماً، فيما احتلت مدينة الرياض المرتبة الرابعة عالمياً في استخدام التقنية وتطبيقاتها على مستوى (193) مدينة حول العالم.
وتعتبر السعودية الرقمية منصة لإبراز إنجازات الجهات الحكومية في تقديم خدمات رقمية ذات كفاءة عالية تسهم في تحسين جودة الحياة وتحقيق الاستدامة. وتُساهم في نشر الوعي حول أهمية التحول الرقمي وفوائده. كما تُشجع على مشاركة المجتمع في عملية التحول الرقمي، حيث إنه مسؤولية مشتركة بين جميع أفراد المجتمع، من حكومة وقطاع خاص ومواطنين. وتدعو الجميع للمشاركة في رحلة التحول الرقمي، من أجل تسريع التحول الرقمي وبناء مستقبل رقمي مزدهر ودعامة قوية لبناء ميزة تنافسية للدولة، تعمل على تعزيز الاقتصاد الرقمي وتطوير الخدمات الحكومية عالية الكفاءة تسهم في بناء ثقافة رقمية ومجتمع رقمي وبنية رقمية خضراء وذكية.
منذ انطلاق معرض السعودية الرقمية في 2 أكتوبر 2021، بدعم من هيئة الحكومة الرقمية، وهي تحقق نتائج مستدامة تعزز مكانة المملكة عالميا وتدعم رؤيتها الطموحة لجعل السعودية بيئة رقمية متقدمة في طليعة دول مجموعة العشرين، وتمهد الطريق لاقتصاد رقمي قوي ومجتمع رقمي مزدهر، والسعودية الرقمية منصة تسعى إلى تمكين وإشراك شركاء الحكومة الرقمية محليا لتحقيق التكامل والتعاون وتحفيز الإبداع والابتكار وتوحيد الجهود بين مختلف الجهات الحكومية والقطاع الخاص ودعم المواهب لخلق بيئة تعاونية تحفز على تطوير القدرات وتبادل الأفكار والخبرات وتشجيع الابتكار في مجال الخدمات الحكومية الرقمية، وإبراز نجاحات المملكة رقميا وعكس تقدمها للمؤشرات الدولية، وتسليط الضوء على الإنجازات التي حققتها المملكة في مجال التحول الرقمي، وتعزيز ثقة المستثمرين والشركات العالمية في بيئة المملكة الرقمية، وجعلها مركزًا إقليميًا وعالميًا للابتكار الرقمي، وتعزيز دورها في صياغة مستقبل التكنولوجيا على المستوى الدولي.
تُعد المملكة من الدول الرائدة في مجال التحول الرقمي على مستوى المنطقة العربية والعالم، ومن أجل أن تتمكن بقية الجهات والقطاعات والأفراد من إدراك التحول الرقمي للحكومة الرقمية والتفكير فيه، قوة الحكومة وحدها ليست كافية، إن المشاركة النشطة للقطاع الخاص والمؤسسات والمنظمات والمواهب تجلب المزيد من الزخم إلى الحكومة الرقمية ومن أجل العمل على استكشاف هذه القدرات والخبرات والاستفادة من المجالات الأساسية مثل الاتصال والحوسبة والسحابة والذكاء الاصطناعي للمساعدة في التحول الرقمي، اتخذت المملكة خطوات كبيرة في هذا المجال خلال السنوات الأخيرة، ولتمكين التحول من مرحلة الإبداع إلى مرحلة الابتكار كنا بحاجة إلى إستراتيجية، وهو ما أكده ولي العهد الأمير محمد بن سلمان -حفظه الله-، بحديثه أن لدينا عقولا وطاقات شغوفة بالابتكار والإبداع، وبتمكينها ستكون المملكة بيئة خصبة للاقتصاد المعرفي من خلال منظومة متكاملة للملكية الفكرية تدعم تطوير التقنيات والصناعات المبتكرة وتساهم في نمو المنشآت، كما ستمكن الإستراتيجية الوطنية للملكية الفكرية تحفيز الاستثمار وخلق وظائف عالية الجودة ورفع مستوى الوعي بحقوق المبدعين والمبتكرين. وكذلك من خلال إطلاق العديد من المبادرات والمشاريع الرامية إلى تعزيز استخدام التكنولوجيا في جميع قطاعات الدولة، ومع استضافة المملكة أعمال النسخة الثالثة من المؤتمر التقني الأكثر حضورًا في العالم “ليب”.. تحت شعار “آفاق جديدة”، بتنظيم من وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات، والاتحاد السعودي للأمن السيبراني والبرمجة والدرونز، وشركة “تحالف”، وبمشاركة أكثر من 1,000 شركة عالمية ومحلية في قطاع التقنية، وأكثر من 1,000 خبير ومتحدث من 180 دولة لمناقشة مستقبل التقنية، والذكاء الاصطناعي، واستعراض أحدث الابتكارات. ومن شأن هذه المبادرات والمشاريع أن تعزز التكامل والتعاون وأن يؤدي إلى الإطلاق الكامل لإمكانات البيانات والتدفق الكامل للموارد. وهو ما يمكن السعودية الرقمية لتسهم في بناء آفاق جديدة من الشراكات والفرص الاستثمارية بالقطاع الرقمي بما يسهم في تعزيز كفاءة العمل الحكومي وتسريع التحول الرقمي الذي هو النتيجة الحتمية للتكامل العميق بين التطور التكنولوجي والحوكمة الحديثة، وخيار مشترك للدول لتحسين بيئة الأعمال وتعزيز القوة الوطنية الناعمة وتحسين مستوى الحوكمة والشفافية وتحسين المناخ الاستثماري لتطوير سلاسل القيمة عالية التقنية، التي تواكب الثورة الصناعية الرابعة وتسرع التحول الرقمي لاقتصاد مستدام ومبتكر ومجتمع مزدهر مع رؤية 2030.