صدى المجتمع

السرعة ليست الأولوية… ما سر التباطؤ لإنتاجية أكبر في العمل؟

إذا كنت تعتقد أن الإنتاجية هي قدرتك على إنجاز الأمور بسرعة، فقد تكون مخطئاً.

فبحسب كال نيوبورت، الأستاذ بجامعة جورج تاون ومؤلف كتاب «الإنتاجية البطيئة»، فإن السر وراء القيام عمل ذي معنى أكبر قد يكون في الواقع التباطؤ والقيام بعمل أقل.

وفي تقرير لشبكة «سي إن بي سي»، فإن المبادئ الأساسية لتسخير ما يسميه الإنتاجية البطيئة هي القيام بأشياء أقل، والعمل بوتيرة طبيعية، والاهتمام بالجودة. ويمكن أن يساعدك القيام بذلك على التخلص من انشغال العمل (مثل التعامل مع رسائل البريد الإلكتروني والاجتماعات) وصب المزيد من الطاقة في إنشاء منتج عالي الجودة.

إن التباطؤ في العمل أمر جيد من الناحية النظرية، ولكن من الصعب معرفة ما إذا كنت تعمل في بيئة تكافئ السرعة، وفق التقرير، الذي سأل: «إذا كان جميع زملائك في العمل أسرع منك في تنفيذ المشروع، فكيف يمكنك المضي قدماً في العمل؟».

وأكد أن «كونك أول من يرفع يده ليس هو الطريقة الوحيدة لتحقيق النجاح»، بل قال نيوبورت إن «المفتاح هو فهم كيفية حل المشكلات لرئيسك في العمل. ولا يتعلق الأمر دائماً بكونك أول من يرفع يده».

ودعا التقرير الموظفين إلى أن يفكروا في الأمر بهذه الطريقة: عندما يفوضك مديرك بشيء ما، فإنه مسؤول عن إنجاز هذا الشيء، وهذا مصدر للتوتر.

وأوضح نيوبورت أن هناك طريقتين رئيسيتين لإزالة هذا التوتر عن رئيسك في العمل. تعتمد إحداهما على الاستجابة السريعة، بينما تعتمد الأخرى على بناء الثقة في قدرتك.

وأضاف: «الهدف هو التخلص من ضغوط (رئيسك) على الفور، وهو ما يمكنك القيام به إما عن طريق العودة إليه على الفور، أو اكتساب سمعة يمكن أن يثق بها».

وأشار نيوبورت أيضا إلى أن الرؤساء يميلون إلى تفضيل السرعة عندما تكون ثقتهم أقل في أن الشخص سوف يتابع عمله، أو عندما يكونون أقل دراية بكيفية تعامل الشخص مع عمله. إنهم لا يريدون أن يضطروا إلى المتابعة؛ إنهم يفضلون فقط رؤية النتائج بسرعة.

ومع ذلك، شرح أن «الطريقة الأخرى التي يمكنك من خلالها التخلص من توتر مديرك على الفور هي أن تكون منظماً للغاية».

وتابع: «سوف يعلم رئيسك أنه عندما يرسل إليك شيئاً ما، فإنه سيتم إدراجه في قائمتك، ولن يغفل عن ذلك، حتى لو لم يسمع منك على الفور. في هذا السيناريو، فإن التوتر الذي يشعر به رئيسك في العمل يختفي بمجرد إبلاغك بالمهمة».

ولكن كيف تبني الثقة مع رئيسك في العمل؟
في بعض الأحيان يأتي هذا المستوى من الثقة مع الخبرة والحيازة، ولكن يمكنك تسريع ذلك من خلال التنظيم الواضح، وفقا لنيوبورت.

إحدى الطرق للقيام بذلك هي الحصول على قائمة عامة بمشاريعك، مرتبة حسب الأولوية، مع تحديثات الحالة والجداول الزمنية للتسليم.

ويجب أن يكون لديك أيضاً تاريخ من التواصل مع رئيسك في العمل عندما يتم نقل الأمور، وإذا كان هناك تأخير، في الوفاء بالمواعيد النهائية الجديدة (إن لم يكن تجاوزها بالفعل).

يعود الأمر إلى ثقة مديرك في أنك ستنجز شيئاً ما عندما يفوضك إليه، بغض النظر عن وقت حدوث ذلك.

وقال نيوبورت: «ليس من المهم أن تفعل ذلك على الفور، أنا فقط على ثقة أنك سوف تنجز ذلك. وهذه الثقة هي أساس الإنتاجية البطيئة».

كذلك شدد نيوبورت على أن العمال الشباب يجب أن يعطوا الأولوية لاكتساب سمعة التنظيم، وقال: «سيكسبك هذا قدراً كبيراً من الاستقلالية والتأثير في المستقبل».

أخبار مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى