خاصأبرزرأي

السباق الرئاسي يدخل مدار المناورات والعمل لتحسين الشروط

حسين زلغوط

خاص_ موقع “رأي سياسي”:

هل ستحمل جلسة التاسع من كانون الثاني المقبل الرئيس الرابع عشر للجمهورية، أم أن الآمال المعقودة على هذه الجلسة سرعان ما ستتلاشى في ظل استمرار غياب التوافق المطلوب لإنجاز هذا الاستحقاق؟
إن ظاهر الاتصالات والمشاورات التي تجري بين الكتل السياسية حول الملف الرئاسي توحي وكأن الظروف اصبحت مهيأة لانجاز هذا الاستحقاق وطي مرحلة الشغور الذي عشعش على كرسي الرئاسة في قصر بعبدا منذ اكثر من سنتين، أما باطن هذه الاتصالات يؤشر الى استمرار العقد التي تمنع حصول التوافق المطلوب لهذا الغرض، على الرغم من إصرار رئيس المجلس النيابي نبيه بري على عقد الجلسة في موعدها وعدم التجاوب مع بعض الرغبات الداخلية والخارجية لتأجيلها، لا بل تأكيده بأن الدخان الأبيض سيخرج من البرلمان ايذاناً بانتخاب الرئيس في هذه الجلسة.
لكن وعلى الرغم من ضخ رئيس المجلس اجواءً تفاؤلية يومية حول الملف الرئاسي والتي كان آخرها قوله امس بعد لقائه رئيس الوزراء اليوناني “الجو منيح، وان شاء الله يكون لدينا رئيس في جلسة الانتخاب القادمة”، فان هناك من يقارب هذا الملف بحذر شديد، ويلمح صراحة الى رغبة لديه بتأجيلها اسبوع أو اسبوعين لإنضاج الطبخة الرئاسية بشكل وافٍ، وفي مقدمة هؤلاء “القوات اللبنانية”، وقد وضعت مصادر سياسية عليمة لموقع “رأي سياسي” موقف “القوات” هذا في خانة المناورات الطبيعية التي تحصل بين القوى السياسية عند اي استحقاق في سبيل تحسين الشروط، مستبعدة في الوقت ذاته ان يتجاوب الرئيس بري مع اي دعوة للتأجيل ان كان ذلك من “القوات” او غيرها، لأنه يعتقد ان الفرصة اليوم سانحة لحصول عملية الانتخاب في ظل التطورات التي تحصل من حولنا والتي كانت بمثابة زلزال الذي يحتم على لبنان ان لا يبقى من دون رأس لكي يتمكن من مجابهة ارتدادات هذا الزلزال الذي فاق كل التوقعات.
وعما اذا كانت جلسة التاسع من الشهر المقبل ستكون الخاتمة لمسألة الشغور الرئاسي، تسارع المصادر الى القول أن لبنان بلد المفاجآت، وكذلك فان المنطقة حبلى بالتطورات، وفي ميزان قياس النسب فان نسبة التفاؤل بانتخاب رئيس، يقابلها ذات النسبة التي تقول العكس، وهذا نتيجة مناخات “التشويش” التي تسيطر على الاجواء اللبنانية نتيجة ما انتهت اليه الحرب اولاً، وثانيا بفعل التطورات الدراماتيكية التي حصلت في سوريا والتي قلبت المشهد السياسي رأسا على عقب، وهذا يبقي المراقب حذراً في اعطاء الجواب النهائي تجاه هذا السؤال.
وحيال ذلك تدعو المصادر الى عدم الحسم المبكر لمسار جلسة الانتخاب، وهي ترى ان هناك وقت كاف من الآن وحتى موعد انعقادها لكي تتبلور الأمور أكثر، متوقعة أن تطول لائحة المرشحين في الأيام القليلة المقبلة التي ستشهد ايضا مفاجآت حيث يقال ان قائد “القوات اللبنانية” سمير جعجع ربما يرشح نفسه للرئاسة، وفي الوقت عينه يتوقع ان يعلن رئيس “تيار المردة” سليمان فرنجية انسحابه من السباق الرئاسي، وتوازيا ربما تخرج من وراء الستارة اسماء أخرى غير متداولة، وهو ما يؤكد بأن جلسة الانتخاب ربما ستكون من أكثر الجلسات إثارة في تاريخ الانتخابات الرئاسية، سيما وأن كلمة السر التي كانت تأتي من الخارج وتتحكم بمسار ومصير هذا الاستحقاق ما تزال مبعثرة ان لم نقل غير موجودة، وأن الرئيس العتيد سيكون صناعة لبنانية، كون أن ما من جهة خارجية تستطيع الآن فرض مرشح معين، وأن اي دور خارجي في هذا السياق لا يتعدى الى الآن عتبة التشجيع والنصح.

أخبار مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى