الروبل يستقر قبل موسم الضرائب.
استقر الروبل الروسي يوم الجمعة مع استعداد المصدرين لدفع ضرائب نهاية الشهر. وبحلول الساعة 08:06 بتوقيت غرينتش، ارتفعت العملة الروسية بنسبة 0.1 بالمائة مقابل نظيرتها الأميركية عند 94.79 روبل للدولار، وارتفعت بنسبة 0.5 بالمائة لتتداول عند 102.13 روبل مقابل اليورو، واستقرت عند 12.98 روبل مقابل اليوان الصيني.
وقال غريزيغورز دروزدز، محلل السوق في شركة «كونوتوكسيا» الاستثمارية: «يحاول البنك المركزي الروسي والجهات التنظيمية حاليا إنقاذ الروبل. ويبدو أن إحدى أكبر المشكلات التي تواجه العملة الروسية هي تصرفات المصدرين الذين يحتفظون باحتياطياتهم من النقد الأجنبي باليوان الصيني أو الروبية الهندية، من بين عملات أخرى».
ارتفع الروبل بشكل حاد الأسبوع الماضي بعد أن وصل إلى أدنى مستوى له منذ 17 شهراً عند 101.75 روبل مقابل الدولار، حيث رفع البنك المركزي سعر الفائدة الرئيسي بمقدار 350 نقطة أساس إلى 12 بالمائة، وزاد المصدرون من بيع إيراداتهم من العملات الأجنبية بعد مناقشات مع السلطات الروسية.
وينبغي دعم الروبل من خلال مدفوعات الضرائب في نهاية الشهر، حيث يقوم المصدرون عادة بتحويل عائدات العملات الأجنبية إلى الروبل للوفاء بالالتزامات المحلية. وتصل ذروة هذه المدفوعات يوم الاثنين، لكن بعض المحللين قالوا إن زيادة مبيعات العملات الأجنبية الأسبوع الماضي ربما تكون قد لبّت بالفعل احتياجاتهم من الروبل.
وارتفع خام برنت، وهو المعيار العالمي للصادرات الروسية الرئيسية، بنسبة 0.7 بالمائة إلى 83.98 دولار للبرميل، وهو ما يزيد من زخم تحسن الروبل.
كما ارتفعت مؤشرات الأسهم الروسية، حيث زاد مؤشر «آر تي إس» المقوم بالدولار بنسبة 0.2 بالمائة إلى 1046.1 نقطة، وارتفع مؤشر «مويكس» الروسي القائم على الروبل بنسبة 0.3 بالمائة إلى 3147.2 نقطة.
وفي سياق منفصل قد يدعم الصادرات والروبل، وبعد موسم حصاد قمح استثنائي بعد مستوى قياسي العام الماضي، ستواصل روسيا «هيمنتها» على السوق في عام 2023-2024، على الرغم من حال التوتر في البحر الأسود جراء حرب أوكرانيا، وفق ما أفادت شركة فرنسية الخميس.
وقال المحلل الرئيسي لدى «أغريتيل» ألكسندر ماري خلال مؤتمر صحافي في باريس: «الهيمنة الروسية ستتواصل، وهي ضرورية في ظل توازن عالمي محفوف بالمخاطر».
ومن المتوقع أن يكون الإنتاج العالمي للقمح أقل وفرة في 2023-2024 بسبب انخفاض الإنتاج في كندا وأوروبا، بحسب تقديرات نشرتها وزارة الزراعة الأميركية في أغسطس (آب) الحالي. وستنخفض إمدادات القمح العالمية بنحو ثلاثة ملايين طن لتبلغ 793,37 مليون، وستتراجع المخزونات بشكل طفيف.
ورجحت «أغريتيل» أن تعزز روسيا مكانتها كأكبر مصدر في العالم مع «قدرة تصديرية تبلغ 49 مليون طن من القمح» أي 23 بالمائة من التجارة العالمية، وفق إنتاج إجمالي بـ87,5 مليون.
وأشار ألكسندر ماري إلى أن «منطقة البحر الأسود من روسيا إلى بلغاريا مروراً بأوكرانيا ورومانيا تمثل 40 بالمائة من صادرات القمح في العالم. واليوم، 30 بالمائة من القدرة التصديرية للبحر الأسود متوقفة، و54 بالمائة منها معرضة للخطر عقب تصاعد التوترات».
وتشهد منطقة البحر الأسود توترات على خلفية الحرب في أوكرانيا، زادت حدتها منذ وقف روسيا العمل باتفاق لتصدير الحبوب الأوكرانية عبر ممر بحري آمن. وتبقى ثلاثة موانئ مهمة أخرى على البحر الأسود تعمل حالياً في منأى عن التهديد الحرب، وهي كونستانتا في رومانيا، وفارنا وبورغاس في بلغاريا.
وفرضت روسيا نفسها في السنوات الأخيرة على الأسواق العالمية، وطمأنت المستوردين عبر إنتاجها المنتظم وجودة قمحها وقدرتها على التسليم.