رأي

الرقابة المسبقة… حدّثني عنها!

كتب د. تركي العازمي في صحيفة الراي.

كشفت تقارير مكاتب «المراقبين» عن الوزارات والجهات الملحقة والمستقلة أنها سجلت 22333 ملاحظة مالية في 67 جهة عن السنة المالية 2022 ـ 2023 (الراي عدد الأحد الماضي).
تذكّرت بعض ملاحظات مكاتب المراقبين عندما كنت أعمل مستشاراً وكيف أن أغلبها غير مدرك للطابع الفني لبعض الجهات، والملاحظات هذه تنم عن ماذا؟
غياب الحوكمة لدى الكثير من الجهات وكذلك التدقيق الداخلي محاسبياً تسبب في كثير من الملاحظات.
السؤال: هل لدينا رقابة مسبقة غير المالية؟
لماذا لا تكون لدينا مفاهيم صحيحة عن الرقابة المسبقة حتى في بعض القوانين التي يتم اعتمادها؟
لماذا لا يكون لدينا رقابة مسبقة إدارية (تدقيق داخلي) وفق حوكمة تضبط إيقاع قرارات القياديين كالقرارات الإدارية، التعيينات، تأخير النظر في القضايا، المشاريع، تطوير التعليم، رفع مستوى الرعاية الصحية؟ وغيره الكثير.
الشاهد أننا حتى في موضوع الزيادات التي سيتم إقرارها البعض يجهل التفاصيل!
والشاهد أيضاً أننا حتى على مستوى الأفراد والكتل والنقابات وجمعيات النفع العام نفتقد إلى الفاعلية في الرقابة المسبقة، حيث البعض صامت يبحث عن مصلحته أو يخشى الحديث عن بعض القضايا.
لو طبقنا الرقابة المسبقة بدءاً من الفرد عند اختياره من يمثله واختيار نظام التصويت العادل وغيره من الأمور المصيرية لوجدنا العدالة في النهج والمخرجات ستكون حينئذ طيبة.
نحن كسواد أعظم، نبحث عن مصالحنا الضيقة لأن كل شيء بات عبر الواسطة والمحسوبية مع الأسف.
الرقابة المسبقة عندما تعتمد على أسس ومعايير فلن تكون هناك مخالفات ولن يكون هناك تجاوزات سواء إدارية أو مالية.
عندما تضع المعيار «معرفة/قرابة/محاصصة/مصلحة متبادلة» فطبيعي جداً أن ترى مخالفات لا حصر لها وأظن النهج المتبع ما زال متمسكاً بتلك المعايير والشواهد كثيرة.
ليكن لدينا مشروع بناء وطن يتولى مسؤوليته الأكفاء ممن يتسموا بالخبرة والنزاهة والثقافة الصالحة.
وبناء الوطن يبدأ من الفرد فصلاح ثقافته هي المدخل إلى الإصلاح المراد تطبيقه.
المسألة لا تتجاوز حد الاعتراف بالأخطاء، وعند معرفتها وفهم جذورها يكون بالإمكان وضع إستراتيجية تصحيحية.
يقول زميل مطلع ومخضرم أحترم رأيه: «لا تصحيح ولا إصلاح فكل ما في الأمر خرج فريق ودخل فريق آخر و… كله صراع في صراع وتنافس في أغلبه تنافس غير شريف ونحن والوطن نتحمل التيه الإداري والمالي والاجتماعي والسياسي والإعلامي الذي نعاني منه منذ عقود».
الزبدة:
حدثني عن الرقابة المسبقة… أسألك عن القضاء على الفساد والمشاريع المعطلة منذ عقود!
حدثني عن الزيادات… أسألك عن المستوى المعيشي: هل تم قياسه؟
حدثني وحدثني عن ما شئت… فالتعليم كما هو والرعاية الصحية كما هي والطرق والمشاريع «لك عليها».
أدعو المولى عز شأنه أن يصلح حال البلد والعباد وأن يهب ولاة الأمر البطانة الصالحة… الله المستعان.

أخبار مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى