أبرزرأي

الرصاصة التي ستوصل ترامب الى الرئاسة..قتلت بايدن

حسين زلغوط, خاص- “رأي سياسي”:

خطفت محاولة اغتيال المرشح للرئاسة الاميركية الرئيس السابق دونالد ترامب الأضواء في العالم وهي تقدمت على ما عداها من تطورات كونها تأتي في خضم صراع محموم بين الحزبين الاساسيين في الولايات المتحدة هما الجمهوري والديمقراطي، وقد خضعت هذه المحاولة الى الكثير من التحليلات والاجتهادات على مساحة العالم كونها جاءت بعد المناظرة التلفزيونية التي تفوق بها بشكل واضح المرشح ترامب على خصمه الرئيس الحالي جو بايدن ، والشكوك التي تحيط بمصير استمرار ترشح بايدن او الانسحاب بناء على رغبة الحزب الديمقراطي، وقد اكد محللون على معرفة بالواقع السياسي الذي يحكم اميركا ، ان هذه الحادثة ستمر مرور الكرام تماماً، كما مرت حادثة اغتيال جون كينيدي، و لن تترك أي تداعيات داخلية ، خاصةً أن ترامب لم يُقتَل.


غير انه ووفق تقديرات هؤلاء، ان ترامب فهم الرسالة جيداً، لكنه سيحاول استغلال هذه الحادثة في حملته الانتخابية التي بدأها منذ اليوم الاول الذي ترك فيها سدة الرئاسة اي منذ اربعة اعوام، وهو سيوظف الرصاصة التي لامست اذنه اليمنى لكي يصل من خلالها الى الرئاسة، كون ان اي متابع يدرك ان الرصاصة التي وجهت صوب رأس ترامب قد اصابت بايدن المصاب بالاخفاقات الكثيرة في الصميم، وهو ما جعله بالأمس يتراجع عن موقفه المتشدد بعدم الانسحاب من السباق الرئاسي ، حين اشار الى انه من الممكن الانسحاب في حال طلب اطبائه منه ذلك.


وبغض النظر عما اذا كانت محاولة اغتيال ترامب حقيقة ام مجرد “فيلم أميركي” لغاية في نفس دونالد، الا ان ما حصل هل يصبح العنف جزءاً من السياسة الأميركية؟ وهل باتت الولايات المتحدة الاميركية على شفا حرب اهلية؟
صناع فيلم “الحرب الأهلية” الأميركي الذي عرض في نيسان الماضي والذي حاولت حكومة “تكساس” إغلاق نقاط الدخول الى صالات العرض عبر تثبيت أسلاك شائكة، فيما رفضت إدارة بايدن الأمر، ما أدى إلى خلافات شديدة، دفعت بالحاكم إلى التلويح باستقلال الولاية الغنية بمواردها عن الولايات المتحدة، توقع صاحب الفيلم باندلاع الحرب الاهلية في اميركا قريبا.


على عكس ما حصل عام 1981 خلال محاولة اغتيال الرئيس رونالد ريغان بعد 69 يوما على انتخابه حيث اطلقت باتجاهه 6 رصاصات جميعها لم تصبه ‘ يومها اتحدت البلاد ، اما اليوم تتجه اميركا نحو التمزق اكثر فأكثر بعد محاولة اغتيال ترامب، حيث لم يكد يمضي بضعة دقائق على إطلاق النار، حتى امتلأ الجو بالغضب والشك والاتهامات المتبادلة. ووُجّهت أصابع الاتهام، وتقدّمت نظريات المؤامرة، وازداد انقسام البلد الذي يعجّ بالعداء.


هذه الحادثة يمكن ان تغذي رواية ترامب حول كونه ضحية الاضطهاد من قبل الديمقراطيين، خصوصاً وأنه بعد عزله واتهامه ومقاضاته، اتهم ترامب الديمقراطيين بالسعي لإطلاق النار عليه وبعد إصابته رفع ترامب، والدماء ملطخة على وجهه، قبضته وصرخ امام انصاره : “قاتلوا! قاتلوا، في دلالة واضحة ان الرجل يريد العودة الى البيت الأبيض مهما كان الثمن.


ومما لا شك فيه ان محاولة اغتيال ترامب ستؤثر في نحو واضح في قناعات الناخبين الذين ما زالوا مُترددين بشأن الاختيار ما بين ترامب وبايدن، مع التأكيد أن حادثة إطلاق النار ستفيد ترامب سياسياً، لأنها من ناحية تدعم روايته ، بأن البلاد خرجت عن المسار الصحيح، ومن ناحية أخرى، ستزيد التعاطف تجاه ترامب باعتباره “القائد” على حد ما يزعم .


كل ذلك يؤكد ان الانتخابات الاميركية في الخريف المقبل لن تشبه اي انتخابات سابقة، وهي ستجري والبلاد تتقلب على صفيح ساخن، فهل تنتج هذه الانتخابات صراعات سياسية تؤدي الى مواجهات في الشارع، ام انها ستمر على الاميركيين برداً وسلاماً، الاجابة على هذا السؤال نحصل عليه بعد الثلاثاء في الخامس من تشرين المقبل.

أخبار مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى