أبرزرأي

الرد على اغتيال العاروري لن يكون على توقيت الساعة الاسرائيلية

حسين زلغوط

خاص: رأي سياسي

منذ اليوم الأول لانخراط “حزب الله” في الحرب الاسرائيليلة على غزة، من ضمن قواعد الاشتباك الموضوعة، بدأ السؤال في الداخل والخارج يطرح حول ما اذا كانت قواعد الاشتباك في الجنوب ستمحى وبالتالي تتوسع الحرب لتشمل المنطقة، وقد ترافق ذلك مع جملة من التحركات والمواقف الدولية الداعية الى عدم رفع منسوب التوتر بين لبنان واسرائيل والالتزام بالقرار الدولي رقم 1701، وقد كان الرد اللبناني بأن توسعة الحرب بيد الاسرائيليين، وان المقاومة ستتعامل مع اي تطور على الجبهة الجنوبية بالمثل، اي على قاعدة “العين بالعين، والسن بالسن”، وقد عبر “حزب الله” في اكثر من مناسبة بأنه ليس في وارد توسعة الحرب، لكنه ربط ذلك بتطورات الميدان، بحيث لا يجعل تل ابيب مطمئنة.

غير ان اسرائيل الغارقة في رمال غزة، حاولت مرارا خرق قواعد الاشتباك ووصل الامر الى استهداف المدنيين، وتوسعة نطاق عمليات قصفها، وكان “حزب الله” يرد في كل مرة بالمثل وهو يدرك تماما المحاولات الاسرائيلية لتوسعة اطار العمليات العسكرية ظنا من القادة في تل ابيب بأن ذلك يقحم الولايات الاميركية في هذه الحرب وبالتالي يخفف الضغط عنها في حربها على غزة، وهو ما فشلت فيه حتى الساعة.

وتأتي عملية اغتيال المسؤول الكبير في حركة “حماس” صالح العاروري في قلب الضاحية الجنوبية في هذا السياق، حيث كانت بمثابة اعلان حرب من قبل اسرائيل لتغطية الفشل الذريع في عدم تحقيق أي هدف من أهداف الحرب على غزة، كما انها ارادت من وراء هذا العمل محاولة جر المنطقة الى حرب تشترك فيها ايران واميركا ودول أخرى.

صحيح ان اغتيال المسؤول الفلسطيني قد أحرج “حزب الله” كون ان العملية نفذت في عقر داره، غير انه لم يلجأ الى رد الفعل الفوري كما رغبت اسرائيل، وبقي محافظاً على رباطة جأشه، الى ان أطل أمينه العام السيد حسن نصرالله، وتحدث عن مفاعيل الاغتيال، موجها رسائل متعددة مفادها بأن المقاومة لن تتوانى عن الرد الحتمي على الجريمة، لكنه نبّه الى ان المقاومة هي التي تحدد مكان وزمان الرد الذي سيكون مدروساً بعناية فائقة، ولن يكون بالطبع على توقيت الساعة الاسرائيلية، وبذلك ترك السيد نصرالله الاسرائيلي في حالة رعب وترقب مما هو آت مع قابل الأيام، وهذا بحد ذاته يشكل قوة ردع للمقاومة التي ما تزال تمسك بورقة الميدان.
وفي هذا السياق تؤكد مصادر عليمة أن اسرائيل ارادت تحقيق أكثر من هدف باغتيال صالح العاروري، منها التأثير على العلاقة بين حماس من جهة وحزب الله وإيران من جهة أخرى، وما يتصل بهذا الملف من دعم وإسناد الضفة الغربية، وكتائب القسام في لبنان، وكذلك هدف القضاء على شخصية تملك قدرة هائلة على الحوار مع كل الفصائل الفلسطينية، وتسعى بشكل دائم لـتبيض السجون الاسرائيلية من المعتقلين الفلسطينين، وكل هذه الاهداف ستذهب ادراج الرياح، كون ان ما يربط محور المقاومة لن تؤثر عليه مثل هذه المحاولات، وأن اسرائيل ستبقى ما دامت الحرب على غزة تعيش في دائرة الرعب، حيث يقال انها قامت بتأهيل أكثر من ألفي ملجأ عام وخاص، في المناطق الشمالية، كما أن مستشفيات “رمبام” و”بني تسيون” قامتا بتأهيل أقسامهما الموجودة تحت الأرض، منذ حروب لبنان.
وتعتبر المصادر أن نقطة الضعف في حيفا كانت ولا تزال المصافي ومصانع البتروكيماويات المحيطة بها، التي لم يتم فعل أي شيء حيالها، ومن بين السيناريوهات المرعبة المدمرة على إسرائيل هي إصابة مباشرة لأي صاروخ من صواريخ المقاومة الذكية مخزن المواد واشتعالها، التي قد تؤدي إلى كارثة تودي بحياة عشرات آلاف القتلى في المناطق المجاورة.
هذا الخوف المتنامي لدى اسرائيل، هو من يجعلها تسعى لحرب تساعدها فيه واشنطن، غير ان الأخيرة تعمل على حصر رقعة المواجهة وهي لهذه الغاية أرسلت قبل ايام وفق معلومات رسالة الى ايران، فحواها ساعدونا في اعادة الامور الى طبيعتها في البحر الاحمر، الرد الايراني كان واضحا، انصار الله قرارهم مستقل، اوقفوا العدوان يعود كل شيء، الرسالة الاميركية الاخرى كانت باتجاه لبنان نفذوا القرار ١٧٠١ واسحبوا المقاومة من جنوب الليطاني الرد كان كذلك لا نقاش بذلك، اوقفوا العدوان على غزة.

أخبار مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى