أبرزشؤون لبنانية

  “الراي” الكويتية : سيناريو عن لقاء بين الاسد وباسيل لإقناعه بدعْم فرنجية للرئاسة

لفتت أوساط واسعة الاطلاع لصحفة “الراي” الكويتية الى أن حزب الله في مقاربته الرئاسية تَراجَعَ خطوةً إلى الخلف برفْعه شعار الرئيس التوافقي الذي يريده ، ليس معه بالضرورة لكن ليس ضده بالتأكيد، على أن يكون شخصيةً قادرةً على الكلام مع المجتمعيْن العربي والدولي.

وفي تقدير هذه الأوساط أن حزب الله أدرك أن من غير المهمّ كثيراً مَن هو الرئيس ما دام الأهمّ هو بيد الحزب، أي النفوذ الذي يجعل التركيبةَ بمجملها في متناوله، وهو ما اعتُبر براغماتيةً مردّها إلى خُلاصاتِ تجربة الإتيان برئيسٍ صافٍ كالعماد عون. هذه المرونةُ في مقاربة «حزب الله» الرئاسية لاحَظَها السفيرُ السعودي في بيروت وليد بخاري، ويردّها إلى عدم الرغبة في معاودةِ استنساخ التجربة العونية في الحُكْم وعدم القدرة على المضي في مغامراتٍ من هذا النوع.

وخلاصةُ الكلام الذي لا يرقى إليه الشك أن أحلامَ باسيل الرئاسية الآن إما تشبه أحلامَ اليقظة وإما أنها بحكم المؤجَّلة، فهو سمع من حزب الله وأمينه العام نصائح ذات مغزى بضرورة أن يولي الأولويةَ لمعاودة ترتيب بيته الداخلي وأخذ متسع من الوقت (أعوام) لصياغة بروفايل سياسي مغاير (أقلّ استفزازاً) يطلّ به على اللبنانيين إفادةً من دروس احتجاجات 17 أكتوبر (2019) وعِبَرها.

ومن المفيد القول إن هذه الخلاصة لا تعني أن حزب الله يدير ظهرَه لحليفه في تفاهم مار مخايل أو لـ جناحه المسيحي. ولم يذع باسيل نفسه سراً عندما كشف عن أنه سمع من نصرالله في لقائهما الأخير إحاطةً إستراتيجية لمعنى وصول فرنجية للرئاسة من دون أن يَطلب منه صراحة دعمه أو حشْد الأصوات له لضمان كسْر التوازن السلبي في البرلمان.

وما لم يَقُلْه باسيل وما لم يسمعه من نصرالله شخصياً، كان قيل وسُمع عبر قنواتِ التواصل المعتمَدة بين رئيس التيار الوطني الحر وحزب الله ودار حول ضماناتٍ وتطميناتٍ وتعهداتٍ لـ «زحزحة» موقفِ باسيل الرافض لدعم انتخاب فرنجية رئيساً، رغم حرص الحزب الدائم على الترويج أنه يؤيّد الزعيم الزغرتاوي لكنه لن يخوض معركتَه.

وكشفت الاوساط انه في العام 2004 عندما بَلَغَ لبنان عيْنَ العاصفة وتَعاظَمَ الرفضُ الداخلي والخارجي للقرار السوري بتمديد ولاية الرئيس السابق إميل لحود ولاحتْ في الأفق طلائع القرار 1559، بادَرَ رئيس الحكومة الراحل رفيق الحريري إلى صوغ فكرةٍ لكسر المأزق الخطر، فأوفد إلى الرئيس السوري بشار الأسد اقتراحاً يقضي باختيار أحد الاسميْن من الحلفاء اللصيقين بدمشق، جان عبيد أو سليمان فرنجية للرئاسة تفادياً لتَجَرُّع لبنان الكأس المُرّة بالتمديد للحود وفتْح البلاد تالياً على المجهول.

ويُروى أن الأسد، الذي تَلَقَّفَ اقتراح الحريري، مستبعداً عبيد ومتبنّياً صديقه فرنجية، أرسل إلى نصرالله مَن يسأله رأيَه نظراً لكلمته الوازنة بالنسبة إلى سورية في تلك المرحلة، فكان جواب الأمين العام لـ حزب الله أنه لا نعرفه كفاية، وتالياً فإنه نصح بتجنُّب المجازفة في تلك اللحظة المفصلية في المنطقة فـ… طارتْ فرصة فرنجية.

حجرُ العثرة الأكثر إثارة في طريق فرنجية إلى القصر بحسب ما يَرْشَحُ عن المداولات التي يُجْريها حزب الله وسواه، هو جبران باسيل الذي استمع بإصغاءٍ لمحاكاة نصرالله عن الأسباب الموجبة التي ترجّح كفة رئيس المردة على سواه، وهو الذي – أي باسيل – تُعِدُّ له دمشق استقبالاً حافلاً خلال الزيارة التي بدأت ترتيباتُها وسيتخلّلها لقاء مع الأسد وتَفاهُماتٌ، المشرقية واحدة من عناوينها.

وثمة انطباعاتٌ في بيروت ترقى إلى مستوى المعطيات بأن الأسد، الذي يعمل بالتكافل والتضامن مع نصرالله، سيكمل البازل الذي رُسِمَ في الضاحية عبر حضّ باسيل على رفْع الفيتو من أمام فرنجية ودعْم ترشيحه لقاء ضماناتٍ تتناول المستقبل حاذر الأمين العام لحزب الله إغداقها على رئيس التيار الوطني الحر.

أخبار مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى