شؤون لبنانية

الراعي: لرئيس جمهورية يستطيع دون سواه الجلوس الى مائدة التفاوضات

شدد البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي في عظة أحد العنصرة على أنه “من الضرورة وجود رئيس للجمهورية يستطيع دون سواه الجلوس الى مائدة التفاوضات”، مشيرًا إلى أنه “لا يوجد بالنسبة الينا اي سبب مبرر لعدم انتخاب رئيس الجمهورية كما تنتظم المؤسسات الدستورية ويتم الحفاظ على الدستور والكف عن مخالفته يوميا”.

وقال: ” تُعيّد الكنيسة اليوم حلول الروح القدس على التلاميذ في العليّة وكانوا كلّهم مجتمعين. هي الكنيسة الأولى الناشئة: الإثني عشر، ومريم أمّ يسوع وأقرباءه وبعض النساء(أعمال 1: 13-14 و26).

إنّه عيد معموديّة الكنيسة وتثبيتها وانطلاقتها الرسوليّة شاهدة للمسيح، كما وعدها يسوع قبيل صعوده إلى السماء: “يوحنّا عمّد بالماء، أمّا أنتم فسوف تعمّدون بالروح القدس بعد بضعة أيّام … وستنالون قوّة بحلول الروح القدس عليكم، وتكونون لي شهودًا في أورشليم وفي كلّ اليهوديّة والسامرة، حتّى أقاصي الأرض” (أعمال 1/ 5 و 8). الشرط لإعطائه هو محبّة المسيح بحفظ وصاياه: “إذا كنتم تحبّوني، فاحفظوا وصاياي، وأنا أطلب من أبي أن يعطيكم برقليطًا آخر ليكون معكم إلى الأبد، روح الحقّ”(يو14: 15-17).

بعد خمسين يومًا من قيامة الربّ يسوع حلّ الروح القدس على الكنيسة الناشئة. يُسمّى هذا الحدث “العنصرة” بالنسبة إلى العناصر المرئيّة كعلامات لحلول الروح، وهي: الصوت المدوّي كعاصفة ريح ملأت البيت، الألسن الناريّة المنقسمة التي استقرّت على كلّ واحد من المجتمعين، النطق بلغات مختلفة فهمها الجمع الحاضر في أورشليم، فكان كلّ واحد منهم يسمعهم يتكلّمون بلغته (أنظر أعمال 2/ 2-6). ويسمّى باليونانيّة “البندكستيّ” (pentecoste) التي تعني اليوم الخمسين، وهو عيد معروف في العهد القديم “بعيد الأسابيع” (خروج 34/ 22)، في ختام الأسابيع السبعة التي تلي عيد الفصح اليهوديّ، شكرًا لله على بواكير غلّة الحنطة.

اليوم ينتهي زمن القيامة ويبدأ زمن الروح القدس الذي يدوم حتى عيد ارتفاع الصليب، وفيه نعود إلى السجود، بادئينه في هذا القدّاس الإلهيّ. كما يبدأ زمن القطاعة أيّام الجمعة. إنّه زمن الروح القدس الذي يقود المؤمنين والكنيسة إلى الحقّ كلّه.

تحتفل الكنيسة بعيد تأسيس تيلي لوميار

غرفة واحدة كانت، ومحطّة تلفزيونيّة كبيرة صارت. إنّها تيلي لوميار في ربع قرن. أطلّت عام تسعين على عالم الإعلام المرئيّ، فأشعل الرّوح القدس غيرة بعض العلمانيّين على كنيستهم ووطنهم والانسان الذي مزّقته الحرب، فنفضوا عنهم غبار الحرب وبادروا إلى التّأسيس، وهم: الاخ نور ورفاقه الرّاحلان الرّئيس شارل الحلو، والوزير جورج افرام، والمطرانين بشارة الرّاعي والرّاحل حبيب باشا، الأب العامّ جورج حرب، جاك الكلّاسي، جورج معوّض، رلى نصّار، أنطوان سعد وكريستيان دبّانة . فقدّموا تيلي لوميار إلى اللّبنانيّين- الخارجين من نفق الحرب المظلم- كمحطّة مسكونيّة لا سياسيّة ولا تجاريّة ولا حزبيّة، هدفها نشر قيم المسيحيّة: العدالة والمحبّة والحرّيّة وحقوق الإنسان، ما دفع الكنيسة إلى تبنّي مشروعها بإشراف من مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان، وإدارة مجلس يضمّ مسؤولين دينيّين وعلمانيّين مندفعين، ينظّم العلاقة بين السّلطة الكنسيّة والتّلفزيون “بروتوكول تعاون”.

ومع اطلاق فضائياتها الستة، كان لها موقعها الالكتروني وبرامجها الخاصة بوسائل التواصل الاجتماعي، لتثبّت وجود كلمة الله في كل المواقع والمنصات.

تعد تيلي لوميار ونورسات من أهم وسائل الاعلام المسيحي في العالم وفي طليعة القنوات المسيحية في الشرق واكبر قناة مسيحية ناطقة باللغة العربية ولها الصفة الجامعة لكل لكنائس.

تخطّت تيلي لوميار كلّ حدود ونزعت كلّ عائق عبر مجموعة محطّاتها 34  سنة على تيلي لوميار، 22 سنة نورسات ، 12 سنة نور الشباب، 10 سنوات نور الشرق ، 9 سنوات نور مريم ، 8 سنوات نور القداس و5 سنوات نورسات English.

ومسكونيًّا شرّعت أبوابها للجميع، ووضعت يدها بيد بطاركتها ورؤسائها ووحّدت معهم جهودها لأجل نشر الكلمة بروح الجماعة الواحدة، مؤمنين بأهمّيّة رسالتها في هذه الأزمنة الصّعبة. هذا الانفتاح عبّرت عنه كذلك في محطّات عديدة، إذ واكبت أخبار أحبار كلّ الكنائس وأسفارهم، غطّت احتفالاتها ونقلت ليتورجيّاتها من مختلف أديارهم ورعاياهم في لبنان والانتشار، وذلك في كافّة المناسبات والأعياد.

واليوم نحيي ذكرى وفاة المثلّث الرحمة البطريرك الكردينال مار نصرالله بطرس صفير، فنجدّد التعازي لشقيقته السيّدة ميلاني وأولاد المرحومات شقيقاته. نصلّي إلى الله كي يقبله بين الرعاة الحقيقيّين الذين يتفانون في سبيل رعيّتهم، وفي سبيل لبنان واستعادة استقلاله الكامل. ونذكر أيضًا الشاب Rayan Luc Wehbé، إبن شقيقة السيّدة باتريسيا زوجة الدكتور إيلي صفير. نصلّي لراحة نفسه وعزاء أسرته.

العنصرة التي تعني “حلول الروح القدس”، حصلت يوم القيامة، عندما “نفخ الربّ القائم من الموت في الرسل المجتمعين في البيت، والأبواب موصدة، وقال: “خذوا الروح القدس” (يو 20/ 22). أعطاهم الروح الذي يفعل “فيهم” و “في” كلّ شخص يقبله؛ وفي اليوم الخمسين، أعطاهم الروح إيّاه الذي يفعل “من خلالهم” و“من خلال” كلّ من يطلبه. يوم القيامة، أعطاهم الروح الذي يشكّل هو نفسه الخلاص، “الروح الحيّ والمحيي” كما نعلن في قانون الإيمان. أمّا في اليوم الخمسين، فأعطاهم الروح الذي يمكّنهم من أن يحملوا الخلاص إلى أقاصي الأرض، فهو الناطق بالأنبياء، وبالرسل، واليوم بالكنيسة، على ما نعلن أيضًا في قانون الإيمان.

لكنّ الروح القدس البارقليط يعطى للذين يحبّون المسيح ويحفظون وصاياه (يو 14/15). فكما أعطي ليسوع وملأ بشريّته، بسبب حبّه اللامتناهي للآب وطاعته الكاملة لإرادته في خلاص العالم وفدائه، هكذا يعطى للذين يحبّون المسيح ويتمّمون وصاياه المختصرة في واحدة تحوي الجميع: “أحبّوا الله من كلّ قلبكم وفكركم وإرادتكم. وأحبّوا بعضكم بعضًا كما أنا أحببتكم” (لو10/ 27؛ يو 15/ 12).

حفظ الوصايا الإلهيّة يستحقّ عطيّة الروح القدس: “إذا كنتم تحبّوني، إحفظوا وصاياي وأنا أطلب إلى أبي فيعطيكم بارقليطًا آخر، ليكون معكم إلى الأبد” (يو 14/15-16). والروح القدس يحرّر ويمنح حريّة أبناء الله. “فحيث روح الربّ، هناك الحريّة” (2 كور 3/17). الوصايا الإلهيّة طريقنا إلى الحريّة، “بقدر ما نخدم الله بحفظ وصاياه نكون أحرارًا، بقدر ما نخدم شريعة الخطيئة، نكون عبيدًا” (القدّيس أغسطينوس، شرح إنجيل يوحنّا، 41/10). حريّة الإنسان وشريعة الله لا تتنابذان، بل تتجاذبان، لأنّ ثمّة رباطًا قائمًا بين الحريّة والشريعة الإلهيّة، ولأنّ تلميذ المسيح مدعوّ للحريّة (أنظر غلا 5/13) (تألّق الحقيقة، 17).

كما أنّ المسيح بموته وقيامته، مات عن الجميع وقام من أجل الجميع، تكفيرًا عن خطاياهم، ربًّا للحياة الجديدة فيهم، هكذا الروح القدس مفاض على جميع الناس بمواهبه السبع. فحن نصلّي لكي يمسّ ضمائر المعطّلين انتخاب رئيس للجمهوريّة وربطه حاليًّا بحرب غزّة. فمن أجل هذه الحرب، يجب أن يكون للبنان رئيس ذو صلاحيّة كاملة للتفاوض في هذا الشأن. وبما أنّ الحالة التفاوضيّة بشأن لبنان والمنطقة، فمن الضرورة بمكان وجود رئيس للجمهوريّة  يستطيع دون سواه الجلوس إلى مائدة التفاوضات. فلا يوجد بالنسبة إلينا أي سبب مبرِّر لعدم انتخاب رئيس للجمهوريّة لكي تنتظم المؤسّسات الدستوريّة وتتمّ المحافظة على الدستور والكفّ عن مخالفته يوميًّا. فعلى حفظه يقسم رئيس البلاد يمينه الدستوريّة. ففي غيابه لا دستور، ولا قانون، سوى النافذين بكلّ أسف.

8. فلنصلِّ، أيّها الإخوة والأخوات، ليحلّ الروح القدس على الجميع، لنعيش في الحكمة والفهم والمعرفة لإيماننا، والمشورة والقوّة لرجائنا، وتقوى الله ومخافته للمحبّة في قلوبنا. فنرفع المجد والتسبيح للثالوث القدّوس، الآب والإبن والروح القدس، الآن وإلى الأبد، آمين.”

أخبار مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى