الرئيس عون منح طلال حيدر وسام الاستحقاق اللبناني

كرم رئيس الجمهورية العماد ميشال عون امس الشاعر طلال حيدر، تقديرا منه “لعطاءاته الثقافية التي رفعت اسم لبنان عاليا”، واقيم احتفال التكريم في حضور اسرة الشاعر حيدر، زوجته درية الحاج سليمان، ابنه الدكتور علي وولده ريان، نقيب الاطباء الدكتور شرف ابو شرف وشقيقه المحامي جوزف ابو شرف، الدكتور حارس سليمان حيدر، علي عجاج عقيل، فادي قاسم سليمان واسامة علي قاسم.
استهل الاحتفال بكلمة للمدير العام للمراسم والعلاقات العامة في رئاسة الجمهورية الدكتور نبيل شديد، جاء فيها: “الشعراء في العالم قلة… لأنهم الوجود. هذا البوح المنسوب الى سقراط لا يزال وقعه الى يومنا بعد ألاف السنين. ولا يمكن الا ان نستذكره في حضرة طلال حيدر. هو الطالع من القاب بعلبك، كم من مرة ترصع بقواف منها ولها. هو المشاغب بين الفكر والايمان، خطيئته، على ما قيل عنه، هي الشعر، والشعر وحده حرية العقل ومدى القلب. هو الذي اختار الدهشة، اختارته لغتنا المحكية، سر حياة محفوفة بالقصائد الجميلة التي استقرت في العمق الإنساني، الى حين اطلقها الصوت الساحر للسيدة فيروز وصوت الكبير وديع الصافي، الى مارسيل خليفة وماجدة الرومي وجاهدة وهبي وأميمة الخليل وسواهم، فوصلت الى أبعد من القمر. فكان أن نظم “فرسان القمر” لفرقة كركلا، وغيرها من مسرحيات.
في مجد الشعر، نظم طلال حيدر خصوصية الفرح، فكان في ما كتب وتناقلته ترجمات ايطالية واسبانية، لبنانا يخلق اللغة والشكل، وكل قصيدة تخلق لغتها معها. اليوم ولبنان يبحث في خضم أزمات تطاوله وتهزه، لا يمكن الا ان يكون طلال حيدر مكرما… لأن تكريمه هو من تكريم لبنان الحضور والاشعاع.
فيا ايها المحتفى به،تقديرا لعطاءاتك في الشعر العطر، المتمرد بين الصوفية والحلم والحقيقة، من أجل لبنان وله، قرر فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون منحك وسام الاستحقاق اللبناني ذو السعف الفضي”.
ومنح الرئيس عون الوسام الى الشاعر حيدر الذي قدم اليه نسخة من كتابه، ثم القى كلمة بدأها باللغة العامية، فقال: “فخامة الرئيس، مهما تشتد العواصف، ويجور الزمان، بتضلك يا وطني صامد، بتضلك لبنان. في مقتبل العمر، يوم كنتم ضابطا لسنوات خمس في بعلبك، سكنتم في قلبها قبل ان تسكنوا في قلب كل لبنان. ان الوسام الذي تتكرمون بمنحي اياه، هو وسام على صدر بعلبك التي جعلتني اساهم في نقل الثقافة اللبنانية الى الايطالية والاسبانية والفرنسية، وفي الطريق الى الصينية والانكليزية”.
اضاف: ان لبنان كان وسيبقى برعايتكم ملتقى الحضارات والنافذة المفتوحة على العالم، ولو كره الكارهون. انتم يا فخامة الرئيس، على الرغم من كل الازمات التي تواجهونها، صبر وحكمة وتضحية، لا يضيق بكم الوقت لتشجعوا الثقافة والفنون، لان لبنان كان وسيبقى كما قال قداسة البابا يوحنا بولس الثاني، وطن الرسالة الذي يصدر الضوء الى العالم”.
وختم: “بعلبك تشكركم يا فخامة الرئيس كوالد يحضن ابناءه اللبنانيين. عشتم وعاش لبنان”.
ورد الرئيس عون بكلمة، اشاد فيها ب”الشاعر الكبير وبعطاءاته”، وقال: “كلما منحنا وساما لشخص مثلك نعتز به، نشعر انه من واجبنا تكريم رجال عظماء نقلوا الحضارة اللبنانية الى دول العالم، يستحقون احترام الجميع على الجهد الذي بذلوه لرفع اسم لبنان عاليا، وهذا الوسام هو تقدير صغير لعطاءاتك في حياتك المنتجة للوطن والشعر والثقافة”.
وبعدها تم التقاط الصورة التذكارية.