الذكرى الـ80 لعيد الإستقلال اللبناني ..
يحتفى لبنان، اليوم الأربعاء، بالذكرى الثمانون لإستقلاله، وللعام الثاني على التوالي تمر الذكرى من دون احتفالات رسمية، في ظل الشغور الرئاسي، على عكس ما إعتاد عليه اللبنانيون في السنوات السابقة حيث ترافق المناسبة في الثاني والعشرين من شهر تشرين الثاني عرضاً عسكرياً، وعروض بصرية في مختلف المناطق اللبنانية..في هذه المناسبة سننعش ذاكرتنا ببعض تفاصيل حكاية “استقلال لبنان” الذي ينبض بروايات الصمود والنضال في وجه الإنتداب الفرنسي.
حكاية عيد الإستقلال اللبناني
تم احتلال لبنان من خلال الكنعانيين في العصور القديمة، حيث أسسوا العديد من المدن الفينيقية القديمة، وقد اجتذب هذا البلد الصغير العديد من القوى المحتلة في العصور القديمة؛ نظراً لما يتمتع به من موارد طبيعية كالغابات، حيث غزاها الفارسيون، وخضعت للسيطرة الرومانية التي أنشأت فيها العديد من الآثار، كما احتلها الصليبيون، والمماليك، والمغول؛ الذين ساهموا في تراجع التجارة فيها حتى وقعت تحت الحكم العثماني، حيث كان لها حكم ذاتي كبير من خلال الأسر القوية في البلاد.
بعد الحرب العالمية الأولى حصل الفرنسيون على ولاية سوريا من قبل عصبة الأمم وكان لبنان جزءًا من هذه الولاية، وقد فصل الفرنسيون لبنان عن سوريا وأنشؤوا دولة جديدة، وكان لدى سكان لبنان الكثير من السخط على الاستعمار الفرنسي، وأُعطيت فرنسا ولاية دستور جمهوري في ذلك الوقت، وأجريت معاهدة في عام 1936م بين فرنسا ولبنان نصت على استقلال الأخير بعد فترة انتقالية مدتها ثلاث سنوات إلا أن فرنسا لم توفِ بالمعاهدة، وبعد الحرب العالمية الثانية سيطرت الحكومة الفرنسية على الساحل اللبناني، ومن ثم أعلنت بعدها أن لبنان جمهورية مستقلة، وبهذا حصل لبنان على استقلاله في تاريخ الثاني والعشرين من شهر نوفمبر/ تشرين الثاني من العام 1943م، ويتم الاحتفال بهذا اليوم لإحياء ذكرى تحرير لبنان من الانتداب الفرنسي.
لسنوات عديدة حافظ لبنان بعد الاستقلال على ديمقراطيته البرلمانية، إلا أن المشكلة الرئيسية كانت تطبيق الميثاق الوطني غير المكتوب الذي عُقد في عام 1943م، لتقاسم السلطة بين المسيحيين والمسلمين، حيث لم يواجه الميثاق الوطني في السنوات الأولى بعد الاستقلال أي توترات خطيرة، إلا أنه في السنوات اللاحقة عانى البلد من العديد من الحروب الخارجية والأهلية أثرت على اقتصاده وثرواته.
حكاية استقلال لبنان كتبها رجالات أبطال، أبرزهم رياض الصلح وكميل شمعون، حبيب أبي شهلا، عادل عسيران، مجيد إرسلان وسليم تقلا، وصولاً إلى صبري حمادة وصائب سلام وعبد الحميد كرامي.
في هذه الذكرى، التي يلتقي فيها التاريخ والمستقبل كلّ الإجلال والتقدير، للشهداء الذين حمَوا بدمائهم الأرزة اللبنانية، وقدّمو أسمى آيات التضحية ببذل النفس، فوهبوا أرواحهم ليحيا الوطن سيّدًا حرًا مستقلًا.