رأي

الذكاء الاصطناعي والقنابل النووية.

كتب د. حمد الجدعي في صحيفة الراي.

كثر المواضيع الذي إذا تعمّقت في التفكير فيه يصيبني تشويش أو اضطراب عقلي، بمعنى أعجز عن تصور المستقبل الواقعي فيه.. هو مستقبل الذكاء الاصطناعي !! ومن الصعب جداً أن تتخيل النهايات لهذا التطور التكنولوجي السريع.

ومن منزعج من مظاهرات المثليين حول العالم ومن دول تقر زواج المثليين، لا أعتقد أنه سمع عن تقارير تقول إنه قبل عام 2040 يقيناً سوف تندلع مظاهرات حول العالم تطالب بسن قانون يسمح بزواج الإنسان من الروبوت !! ولك أن تتخيل.
أصلاً مقدمات هذا الحدث حصلت وتزوج الكثير من التكنولوجيين من روبوتات صنعوها ومنهم ايلون ماسك وعالم صيني آخر.. ولكن بشكل غير قانوني.

شريحة ايلون ماسك التي يتوقع ان توافق عليها هيئة الدواء الأميركية fda خلال هذا العام بعدما جرّبوها على القرود والخنازير ونجحت، باختصار هي شريحة الكترونية تزرع في مخ الإنسان وتتصل مع أعصاب المخ لتجعل من المشلول يتحرك والأعمى يرى !!.. نعم، هي اليوم ضرب من الخيال والجنون مثلما كان فيلم ويل سميث iRobot سنة 2004 خيالاً علمياً هوليوودياً … ولكنه اليوم واقعاً نعيشه ونصدقه.

صحيفة التليغراف البريطانية نشرت دراسة عام 2017 تقول إنه قبل 2030، فإن 40 في المئة من القوى العاملة البشرية سيكون رئيسهم روبوت !! وكان تقريراً مبنياً على دراسات علمية.

وتحدثت أيضاً عن قاضي روبوت يحفظ القوانين ويقرأ لغة الجسد فيسمع مرافعات المحامين والشهود والمتهمين.. ويحكم بناءً على البيانات المحفوظة فيه وقدرته على قراءة لغة الجسد.

الأهم من هذا كله خبر نشر في جميع وسائل الإعلام في العالم وهو تصريح صادر من الأمم المتحدة تذكر فيه بيانات رسمية موجودة على موقعها أن الذكاء الاصطناعي هو الحدود الجديدة للإنسانية وبمجرد عبور هذه الحدود، سيؤدي الذكاء الاصطناعي إلى شكل جديد من الحضارة الإنسانية.

أما الخبر المهم الذي نشر على لسان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، ذكر فيه حرفياً أن الذكاء الاصطناعي تهديد وجودي للبشرية، لا تقل خطورته عن الأسلحة النووية وتتمثل في إمكانية إلغاء قرار البشر، ومثلما القنابل النووية تهدد الوجود البشري أيضاً الذكاء الاصطناعي يهدد البشرية.

وأيّد في بيان رسمي إنشاء وكالة دولية معنية بالذكاء الاصطناعي، مثل الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

وكان بيانه مدعوماً وموقّعاً من أصحاب شركات ذكاء اصطناعي ومنهم إيلون ماسك ومدير شركة آبل.

ذكرت في بداية المقال أن التفكير العميق في هذا الموضوع يصيبني باضطراب عقلي، ولكن ما استطيع تخيّله أن أكثر القضايا التي ستكون ضاغطة على التيارات الدينية في المستقبل، هي قضايا الذكاء الاصطناعي وتعايش الإنسان مع الروبوت.

اكثر سؤال يطرح في كل مكان هو مَن يحكم العالم؟

والإجابة دائماً تكون شركات كبرى أو تحالف حكومات كبرى أو تيارات سياسية ودينية ضاغطة على الدول العظمى.. وكل الإجابات قد تكون صحيحة.

ولكن فلاديمير بوتين ذات مرة قال..

من يسيطر على الذكاء الاصطناعي سيحكم العالم.

«ماسك» يقول سنكون كالنمل في حال تفوّق الذكاء الاصطناعي على البشر.

أخبار مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى