نشرت صحيفة الديلي تلغراف، مقالا للكاتب توم توغينهات – رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس العموم البريطاني – تحت عنوان : “الاقتصاد البريطاني لن ينتعش حتى نخفف علاقتنا مع الصين”، إن السياسة البريطانية استفاقت أخيرا لحقيقة أن الصين تمثل أكبر تهديد لاقتصادنا ولأمننا القومي.
وينبع التهديد من حقيقة بسيطة، ففي الوقت الذي نرى فيه الجغرافيا السياسية والاقتصاد كمجالين منفصلين تماما، فإن الحكومة الصينية تراهما وجهان لعملة واحدة. إن قادة الصين يعملون بلا هوادة على استخدام جميع أذرع التأثير من أجل تحقيق الأهداف الجيوسياسية لبلادهم، والمتمثلة في إضعاف الاقتصادات المنافسة لبكين وزيادة الاعتماد عليها.
ويضيف الكاتب أنه “سعيد لأن المتنافسين على زعامة حزب المحافظين أدركا هذا التهديد، والآن تحتاج بريطانيا أن تواجه هذا التهديد برد مناسب”.
وتابع توغينهات القول إن “الاقتصاد الصيني الضخم الذي تقوده الدولة له تأثير مشوه ضخم، فالشركات المدعومة من الدولة تقوض الصناعة الغربية، فقد جعلت من السرقة الضخمة للتكنولوجيا أمرا طبيعيا، إن بكين ترفض الدخول المتبادل للأسواق في أي صناعة استراتيجية”.
كما تسعى شركاتها – المدعومة من الدولة – بدأب لاحتكار الأسواق العالمية، وإبعاد الموردين البديلين من أجل خلق علاقة اعتماد، كما رأينا في موضوع شركة هاواي.
ويوصي الكاتب بالقول: يجب أن تتركز استراتيجيتنا نحو الصين على تقليل هذا الاعتماد، وتقديم سياسات تقوي الاقتصاد البريطاني للأوقات العصيبة المقبلة.
ومن أجل تحقيق ذلك، على رئيس الوزراء البريطاني المقبل أن يركز أولوياته على ثلاث موضوعات:
أولا: إيقاف تدفق الإبداع البريطاني على بكين، ثانيا: حماية الوظائف البريطانية من المنافسة الاقتصادية غير العادلة، وثالثا: تنويع سلاسل الإمداد الخاصة بنا.