الخير السعودي للعالم
كتب خالد الربيش في صحيفة الرياض.
لا تتردد المملكة في الوقوف بجانب الدول الشقيقة والصديقة في كل الأزمات والأوقات الحرجة، مع تقديم الدعم والمساندة لها حتى تتجاوز أزماتها بسلام، هذا الدور لطالما حافظت عليه المملكة، ومنحته حقه من الاهتمام الرسمي، من خلال إنشاء مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، ليكون مركزاً دولياً يوزع الخير السعودي في المعمورة.
العطاء السعودي لا ينقطع وحالياً يتمثل في برامج ومبادرات مركز الملك سلمان، الذي تأسس عام 2015، حيث وصل حجم المساعدات الإنسانية التي قدمتها المملكة بين الفترة من 1996 وحتى اليوم إلى 129 مليار دولار، استفادت منها 169 دولة، بيد أن مبادرة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بإنشاء مركز الملك سلمان للإغاثة أسهمت في تعزيز العمل الإنساني السعودي ورفع جودته وكفاءته، من خلال تنظيم وتوحيد كل الشؤون والأعمال الإنسانية والإغاثية الخارجية للمملكة تحت مظلة المركز.
ويعتمد المركز في تنفيذ أعماله وبرامجه على ثوابت تنطلق من أهداف إنسانية سامية، ترتكز على تقديم المساعدات الغذائية والطبية للمحتاجين وإغاثة المنكوبين في أي مكان من العالم بآلية رصد دقيقة، وطرق نقل متطورة وسريعة، تتم من خلال الاستعانة بمنظمات الأمم المتحدة والمنظمات غير الربحية الدولية والمحلية في الدول المستفيدة ذات الموثوقية العالية.
وخلال مسيرته، استطاع مركز الملك سلمان إيجاد ابتكارات ومبادرات متعددة، أسهمت في إيصال الدعم اللازم إلى الفئات المستهدفة، والوقوف إلى جانب المحتاجين والمتضررين والنازحين في مختلف أنحاء العالم دون تمييز، مع تقديم مختلف أشكال الدعم الإغاثي والإنساني لهم من خلال مشاريع وبرامج تجاوز عددها حاجز الـ2970 مشروعاً، بالتعاون مع 187 شريكاً دولياً وأممياً وإقليمياً ومحلياً، بقيمة إجمالية تتجاوز 6 مليارات دولار.
ولم تقتصر جهود مركز الملك سلمان للإغاثة على الدعم الغذائي والطبي، وإنما كانت له مساهمات أخرى، من خلال برامج ابتكرها أبرزها مشروع «مسام» لحماية البشرية من خطر زرع الألغام، وما تسببه من وفيات وإصابات بالغة وعاهات للآلاف من الأطفال والنساء والشيوخ، ومنذ انطلاق المشروع في عام 2018م وحتى الآن، نجح في انتزاع آلاف الألغام من المناطق التي تشهد حروباً وصراعات، إلى جانب برنامج «سمع السعودية» لمكافحة الصمم، وغيرهما.