كتب ماهر الخطيب في موقع “النشرة” في الفترة الماضية، طرحت على بساط البحث، للخروج من حالة المراوحة القائمة على صعيد الإستحقاق الرئاسي، مجموعة من الأفكار، التي تدور في فلك ذهاب بعض القوى السياسية إلى خيارات جديدة، ربطاً بالمعلومات عن إمكانية قيام حراك خارجي جدي، يهدف إلى إنهاء حالة الشغور الرئاسي.
في الأيام الماضية، تبين أن القوى المعنية بهذه الخيارات قررت تأجيل الذهاب إلى أي خطوة جديدة، في حين عاد الحديث عن أن مقومات الحراك خارجي لم تنضج بعد، بإنتظار ظروف مناسبة تؤمن الوصول إلى النتائج المنشودة.
في هذا السياق، تشير مصادر سياسية متابعة، عبر “النشرة”، إلى أن الواقع الحالي كرسته “فرملة” إندفاعات “التيار الوطني الحر”، التي كان الجميع يترقب تداعياتها، نحو تسمية مرشح جديد، كان يُصنف على أساس أنه سيكون الخيار الثالث، أي البديل عن المرشحين البارزين قائد الجيش العماد جوزاف عون ورئيس تيار “المردة” النائب السابق سليمان فرنجية، وتوضح أن هذا الأمر يعود إلى أن بروز مجموعة من العقبات، أبرزها أن هذه الخطوة، في حال الذهاب إليها اليوم، لن تحقق أي نتيجة تذكر، باستثناء تعميق الخلاف القائم مع “حزب الله”.
في الضفة المقابلة، تلفت المصادر نفسها إلى تراجع، ما كان يطرح في بعض الأوساط، فكرة أن تذهب القوى التي تدعم رئيس حركة “الإستقلال” النائب ميشال معوض إلى خيار جديد، على أساس أن يكون قادرا على جمع المزيد من الأصوات النيابية، لا سيما من جانب النواب المستقلين والتغييريين، وترى أن التراجع عن هذه الفكرة يعود إلى أن ليس باستطاعتها تبديل المعطيات الراهنة، بل على العكس من ذلك كان من الممكن أن تقود إلى خلافات بين تلك القوى، من المؤكد أنها بغنى عنها في المرحلة الحالية.
ما تقدم لا يلغي وجود حركة مشاورات وإتصالات على أكثر من جبهة، لكن من الناحية العملية ليس هناك ما يدفع الأفرقاء الأساسيين للذهاب إلى خيارات جديدة، خصوصاً على مستوى الأسماء، على إعتبار أن هذا الأمر لا يجب أن يتم من دون أن يستند على أسس ثابتة.
في هذا الإطار، تشدد المصادر السياسية المتابعة على أن التردد في الذهاب إلى خيارات جديدة لا يلغي أن البحث فيها كان قائماً في الفترة الماضية، حيث تؤكد أن هذا الأمر كان مدار بحث بين العديد من المسؤولين، لكنها تشير إلى أن الأمور ليست بالسهولة التي يتصورها البعض، نظراً إلى أن ليس هناك من هو في وارد الذهاب إلى خسارة أي ورقة مجاناً، على إعتبار أن أي ترشيح سيكون عرضة للمساومة في المرحلة المقبلة، أي عند الوصول إلى البحث الجدي في التسوية الممكنة.
في المحصلة، تعتبر المصادر نفسها أن ما يمكن البناء عليه يندرج ضمن مسارين: الأول هو تبدل الواقع الخارجي، أي بروز حراك يملك مقومات النجاح، أو حصول توافق بين القوتين المسيحبتين الأساسيتين، “التيار الوطني الحر” و”القوات اللبنانية”، من دون تجاهل التداعيات التي من الممكن أن تترتب على إمكانية حصول تفاهم بين التيار و”حزب الله”، لكنها تشير إلى أن هذا الأمر من غير المتوقع أن تظهر معالمه في وقت قريب.
هذه المقالة تعبر عن رأي كاتبها.