الخوري: الجيش يقوم بدوره لذا لا مخاوف!

اشار عضو كتلة “الجمهورية القوية” النائب الياس الخوري، الى أن “ما حدث يوم الانقلاب على النظام السوري، يستكمل اليوم فصوله، بحيث كنا نرى أن المشهد السوري ليس نهائياً وسيكتمل على مراحل، فالأحداث أليمة وكبيرة جداً، وانعكاسها على شمال لبنان قد يحصل، ولا سيما أننا نتأثر بشكل مباشر بأي حدث في سورية، لأن الساحل السوري له امتداد كبير في شمال لبنان، بدءاً من عكار وصولاً إلى جبل محسن في طرابلس، وهذه الأحداث من الطبيعي أن يكون لها انعكاسات على الداخل اللبناني، ما تُرجم اشتباك بين منطقة فيها حساسية تاريخية، أي جبل محسن وباب التبانة، ومنطقة القبة ومنطقة البقال، وهذه ليست إرادة الطائفة العلوية ولا إرادة الطائفة السنية في طرابلس، إنما هي ردّات فعل عاطفية غرائزية تُرجِمَت إثر التعدّي على قاصر سوري، وكان لها ردّات فعل، لكن تدخل الجيش أنقذ الوضع، وهو مشكور على ذلك”.
وعن تخوّف البعض من دخول مسلحين سوريين إلى شمال لبنان، أكد أن “الجيش اللبناني يقوم بدوره في حماية الحدود، ولا أعتقد أن الأمور قد تأخذ هذا المنحى ودخول مسلحين إلى شمال لبنان وفق خطة مسبقة. لذا، لا مخاوف في هذا السياق، إنما هناك مشكلة المهجرين من الساحل السوري ومعظمهم من الطائفة العلوية، نزحوا إلى منطقة عكار واستقرّوا فيها، ومنهم من أتى إلى جبل محسن، فعلى الدولة اللبنانية القيام بواجباتها لاحتواء هذا الوضع بالتنسيق مع السلطات السورية الموجودة في سورية، لضمان إعادتهم بأمان إلى سورية وعدم بقائهم في لبنان”.
أما على المستوى الطرابلسي، فأشار الى أن “المجتمع الطرابلسي مدرك لمخاطر هذا الواقع ولدقّته وحساسيته، وسينعقد لقاء يوم غد الجمعة دُعِيَت إليه كافة الفاعليات الطرابلسية، ورؤساء الحكومات السابقين والوزراء السابقين والنواب الحاليين والسابقين، وفاعليات دينية والمجتمع المدني والمؤسسات العامة، لإصدار إعلان طرابلس وبحث مسألة النزوح السوري إلى سهل عكار وعاصمة الشمال، فهذا الموضوع غير متروك، وندعو الدولة اللبنانية لتكون حاضرة على الحدود وفي الداخل، وأيضاً على المستوى السياسي والديبلوماسي من خلال اتصالاتها مع السلطات السورية لمعالجة الوضع، وإعادة جميع النازحين إلى قراهم”.
وحول ما طرحته إحدى القنوات “الإسرائيلية” عن التطبيع مع لبنان، رأى “إنها إرادة أميركية بدأت سابقاً، واليوم تعمل عليها إدارة الرئيس دونالد ترامب في إطار أعادة ترتيب المنطقة، وهناك محاولات لجلب لبنان إلى عملية تطبيع مع “إسرائيل” التي ما زلنا نعتبرها عدوة، ولا تزال تحتل أراضي لبنانية وموجودة على تلال عديدة، ونواجه مشكلة كبيرة جداً لعملية خروجها، فالديبلوماسية اللبنانية لا بد أن تعمل على دعوة المجتمع الدولي لتنفيذ الاتفاق الذي حصل مؤخراً، لتتمكن السلطة اللبنانية من تطبيق القرار 1701، لأن التطبيع ليس من أولويات لبنان، إنما الأولوية لتحرير الأراضي من هذا الاحتلال، وعلى المجتمع الدولي والإدارة الأميركية تحديداً، التي ساهمت في وصول العهد الجديد، تسهيل مهمته لإعادة البلد إلى السكة الصحيحة، أي تنفيذ ال1701، واستعادة السيادة اللبنانية”.
في سياق آخر، وبالنسبة للتعيينات التي ستحصل اليوم، أكد أن “التعيينات الأمنية ستحصل اليوم، لاعتبارات أساسية تتعلق بالأمن، لا سيما في ظل التحديات الحاصلة شمالاً وجنوباً، ومن الطبيعي أن تبدأ التعيينات من الشق الأمني، ومن ثم التعيينات الإدارية التي ستحصل على مراحل”، متمنيا “على الحكومة تسريع خطواتها وإجراءاتها، لتكتمل صورة إعادة البلد إلى السكة الصحيحة، لا سيما لجهة سحب السلاح غير الشرعي بكل معانيه، وحصره في يد الجيش اللبناني، الأمر الذي سيساعد في الطلب من المجتمع الدولي لمساعدتنا على كل المستويات، ليس فقط بإعادة الإعمار، بل بإعادة السلطة الشرعية”.
وعن تصريح نائب رئيس مجلس الوزراء طارق متري، إعتبر الخوري أن “ما طُرح خاطئ ويتناقض مع روحية ومضمون البيان الوزاري، فهكذا ملف لا يتحمّل أي مساومة ومسايرة، وخصوصاً أن الاتفاقات واضحة والمطلوب واضح، وهو التزام الحكومة وتنفيذ اتفاق الطائف والبيان الحكومي، فكل هذه الأمور واضحة وعلى الجميع الالتزام بها وتنفيذها”.