الخطيب في ذكرى رحيل الشيخ محمد مهدي شمس الدين: للخروح من الاطر الضيقة والعنصرية الى رحاب الدولة العصرية

وجه نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى العلامة الشيخ علي الخطيب في الذكرى السنوية الثانية والعشرين لرحيل الامام الشيخ محمد مهدي شمس الدين، كلمة استحضر فيها مزايا ومناقب صاحب الذكرى الذي أسس لمنهج في الفكر السياسي استمد معاييره من تعاليم الاسلام ، فكانت مواقفه الحكيمة ورؤاه المستنيرة نتاج حركة اجتهاده في مختلف الميادين والمجالات الفكرية والسياسية والثقافية والاجتماعية، ونحن نعيش هجمة ثقافية متزامنة مع حرب استعمارية تستهدف شعوبنا وبلادنا ودولنا.
واضاف:” كانت فلسطين قضيته الاولى التي أرادها حقيقة يومية في النصرة والدعم على مساحة عالمنا العربي والإسلامي، وتصدى مع الامام السيد موسى الصدر ورفاقه لنظام الامتيازات الطائفية الذي اورث اللبنانيين النكبات والازمات التي لا نزال نعاني من تداعياتها، واسهم مع رفاق دربه في تأسيس المقاومة وتشكيل بيئتها وقيام المجتمع المقاوم للاحتلال الإسرائيلي ومواجهة التطبيع مع الكيان الغاصب”.
وفي ذكرى الامام شمس الدين، نؤكد اننا في المجلس الإسلامي الشيعي الاعلى باقون على العهد نسير على نهجه ونهج رفاق دربه في الحفاظ على الوحدة الاسلامية والوطنية والعيش المشترك وعلى المقاومة في مواجهة الارهابين الصهيوني والتكفيري، ندافع عن لبنان وشعبه وعيشه المشترك ووحدته الوطنية.
ونتعهد ان يبقى المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى مؤسسة وطنية رائدة حاضنة لكل اللبنانيين ، تعمل مع الشركاء في الوطن ليكون وطنا نهائيا لجميع بنيه من دون تمييز، لا تحكمه المحاصصة والمذهبية، وطن العدالة والمساواة الذي يحكمه القانون والمؤسسات، ليكون لبنان دولة عادلة لمواطنين احرار.
ونستغل هذه المناسبة الاليمة وما تحمله من تجارب ومضامين فكرية وسياسية انخرط فيها الامام الراحل في سبيل بناء دولة حقيقية تعنى بكرامة الانسان اللبناني بعيدا عن انتمائه الطائفي والمذهبي لنجدد الدعوة الى الخروح من الاطر الضيقة والعنصرية الى رحاب الدولة العصرية القائمة على اساس المساواة في الحقوق والواجبات وتحقيق العدالة الاجتماعية للخروج نهائيا من نظام ولاد الازمات وتكرار التجارب القاتلة والمدمرة التي يعتاش عليها مصاصو الدماء واكلة اللحوم المتشبثون بالنظام الطائفي على حساب الطوائف وباسمها ضحايا لمصالحهم ووقودا لحروبهم المتجددة كلما شعروا بالحاجة لذلك .
لكن الحاجة في اللحظة الراهنة هي انتظام عمل المؤسسات للإبقاء على الدولة وتقديم الخدمات اللازمة للمواطنين الذين يئنون تحت وطأة الازمات المتعددة تستدعي التعجيل في التوافق على انتخاب رئيس للبلاد وعدم التلطي وراء شعارات فارغة لمصالح حزبية وشخصية على حساب الوطن والمواطنين.
وختم رحمك الله أيها الراحل العزيز والاستاذ الحبيب لقد رحلت في عز عطائك وجهادك، ولكنك لا تزال موجودا في ذاكرتنا وقلوبنا وعملنا، نسأل الله عز وجل ان يحشرك مع الأنبياء والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا”.