شؤون لبنانية

الخطيب: إلغاء الطائفية السياسية ضرورة وطنية لإصلاح النظام السياسي

تمنّى نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى العلامة الشيخ علي الخطيب “النجاح والتوفيق لسفيرة كندا ستيفاني ماكولوم، في مهامها لخدمة مصالح الشعبين والدولتين الصديقتين”.

وكان وقد رّحب بالسفيرة في مقر المجلس “الحريص على تعميق العلاقات الثنائية بين البلدين والشعبين”، شاكراً الحكومة الكندية على “حسن استقبالها واحتضانها للبنانيين المقيمين فيها فضلاً عن مساعدتها للشعب اللبناني والجيش والقوى الأمنية”.

وأكد أن “أولى مهام الأديان هداية الإنسان وحفظ كرامة وحقوقه”، مشددا على أن “الدين الذي يضع حواجز بين الناس، عنصرية لا يقر بها الإسلام الذي يدعو الى الانفتاح والتعاون على البر والصلاح ولا خلاف بين المسلمين والمسيحيين، لا سيما أن المسيحية جزء من عقيدتنا الإسلامية وتاريخنا، ونحن لا نميّز بين مواطن وآخر لأننا نعتبرهم اخوة وشركاء في الوطن”، لافتاً الى أن “أساس المشكلة في لبنان يكمن في تركيبة الدولة على أساس طائفي مما عطّل واجبات الدولة عن القيام بمسؤولياتها تجاه مواطنيها وأفضل مساعدة تُقدّم للبنان هي المساهمة في دعم الغاء الطائفية السياسية وبناء دولة المواطنة”.

ولفت الى أن “تخلي الدولة عن حماية الجنوب من العدوان والاحتلال الإسرائيلي دفع الجنوبيين الى حمل السلاح للدفاع عن أرضهم وحفظ سيادة وطنهم”، مؤكداً أن “الكيان الإسرائيلي مسؤول عن تشريد الفلسطينيين وتعريض امن لبنان واستقراره والمنطقة للخطر بفعل عدوانه المستمر دون تحرك دولي للجمه”.

واستقبل الشيخ الخطيب رئيس مجلس أمناء “تجمع العلماء المسلمين” الشيخ غازي حنينة ورئيس الهيئة الإدارية الشيخ حسان عبد الله على رأس وفد ضم عدد من المشايخ، وجرى التباحث في القضايا والشؤون الدينية والوطنية وتطورات الأوضاع في لبنان والمنطقة.

وأكد الشيخ الخطيب أن “الطائفية السياسية هي بلاء لبنان التي نشأت على مفهوم حماية الأقلية في ظل الهيمنة والاستحواذ الأجنبي”، داعياً اللبنانيين الى “التعاون والتمسك بالوحدة الوطنية في مواجهة الفتنة التي تغذيها قوى داخلية مرتبطة بالنظام الطائفي وأخرى خارجية تسعى لاسقاط البلد اقتصادياً ومادياً لإخضاعه لإرادة المشروع الصهيوني الغربي”.

ورأى أن “إلغاء الطائفية السياسية ضرورة وطنية لإصلاح النظام السياسي مما يستدعي استكمال تطبيق بنود اتفاق الطائف للخروج من النظام الطائفي المسؤول عن معظم أزمات ومشاكل لبنان”، داعيا الى “تعميم ثقافة المواطنة على مساحة الوطن لتكون نقطة انطلاق لتصحيح المسار السياسي في الخروج من النظام الطائفي”، مشيراً الى “ضرورة بناء نظام المواطنة الذي يقوم على احترام الحقوق والواجبات ويحقق الاستقرار للوطن ويحفظ حقوق المواطنين والطوائف في لبنان”، داعياً اللبنانيين الى “التمسك بالقيم الدينية والأخلاقية التي تصون المجتمع وتحفظ الوطن”.

وبعد اللقاء أدلى حنينة بتصريح قال فيه: “التقينا نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى سماحة الشيخ علي الخطيب وقدّمنا لسماحته التهاني والتبريك بذكرى تحرير جنوب لبنان، هذا الجنوب الحبيب الغالي على قلوبنا وعلى قلب كل غيور على لبنان، هذا التحرير الذي حصل من خلال الثلاثية الذهبية، جيش وشعب ومقاومة، هذه المقاومة المدعومة بخيار الشعب اللبناني وبشرفاء الشعب اللبناني وبدعم الجيش اللبناني أنجزت هذا التحرير وطردت العدو الصهيوني دون أي شروط وأي تنازلات، كما وأكّدنا لسماحته أن هذا الواقع الذي يعيشه المواطن اللبناني وبالتالي الشعب اللبناني منذ أربع سنوات والذي أوصل اللبنانيين الى حالة صعبة جداً وخاصة في مجالي الصحة والتعليم حيث يموت العديد من اللبنانيين على أبواب المستشفيات يومياً ، وأيضاً القطاع التعليمي الذي تعرض لأسوء ما يمكن أن يتعرض له الطلاب على كل المستويات، والتي لم يحز منها أبناؤنا اللبنانيون سوى 30 بالمئة من التعليم في هذا العام وأعني بهم قطاع التعليم الرسمي”.

اضاف: “أكّدنا لسماحته أن لبنان بتعدديته الطائفية والمذهبية يؤمن ويُجمع كل أبنائه على أهمية الجانب الأخلاقي الذي ينبغي أن نتحلى به كمواطنين وأن نعمل جميعاً بكل مؤسساتنا الرسمية والشعبية والدينية والسياسية على تأكيد الاصالة الأخلاقية للمواطن اللبناني، ونحن في مفاهيمنا الدينية نؤمن بكرامة المرأة وبعزتها ومكانتها في المجتمع في إعداد الأجيال وتربيتهم، فهي شريكة للرجل وهذا المجتمع الذي يتكون من رجال والنساء وندرك أن دور المرأة دور هام وحساس جداً وهي النموذج الصالح لأبنائها وبناتها، لذلك ندعو كل أبناء الشعب اللبناني الى الأخذ بالمفاهيم الأخلاقية الرسالية التي تؤمن بها كل الرسالات السماوية من المسلمين والمسيحيين الذين يؤكدون هذا الجانب الأخلاقي الذي يجب ان نتحلى به والذي كفله الدستور اللبناني والقانون اللبناني الذي نعمل كلنا تحت مظلته”، واعتبر أن “ما يجري من أحداث يراد من خلالها إثارة الفتنة الداخلية بين أبناء الوطن والمجتمع، ونحن نمدّ أيدنا كتجمع العلماء المسلمين على كل الأراضي اللبنانية لكل المؤسسات الدينية والسياسية الرسمية والشعبية لإطفاء أي عنوان او مشروع فتنة يراد له أن يوقد داخل المجتمع وخصوصا لبنان يعاني ما يعاني في ظل غياب انتخاب رئيس للجمهورية”.

وتابع: “أكدنا مع سماحته أن الخلاص والنهوض للواقع اللبناني لا يمكن أن يتم إلا من خلال انتخاب رئيس للجمهورية وأن يكون موقع رئاسة الجمهورية متكاملاً مع موقع رئاسة النواب ومع موقع رئاسة مجلس الوزراء، ومن هنا نؤكد أن انتخاب رئيس الجمهورية الذي تأخر كثيراً ينبغي على كل القوى السياسية المخلصة والحريصة على الشعب اللبناني أن يعمل الجميع متكاتفين متضامنين متفاهمين على اسم رئيس للجمهورية ليكون الرئيس القادم هو العامل مع رئاسة مجلس الوزراء ورئاسة مجلس النواب لإنقاذ الواقع اللبناني وتحرير المواطن من الضغوط الاقتصادية والاجتماعية والصحية والتعليمية”.

أخبار مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى