أبرزشؤون لبنانية

الخازن…”ترحّموا على البلد”

ما أن صدر البيان الشهري عن مجلس المطارنة الموارنة الذي اجتمع في بكركي أمس حتى اتصل النائب فريد الخازن بالبطريرك مار بشارة بطرس الراعي للتباحث في مضمون البيان. حصل الاتصال بعد أيّامٍ على زيارة الخازن إلى بكركي، ما يوحي بمتابعة أكثر من ملف مع سيّد الصرح.

بعد فترة غيابٍ اختياريّة عن الإعلام، كثّف الخازن حركته في الأسبوعين الماضيين. زار رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، والتقى وزير المال يوسف خليل ومدير عام الدوائر العقاريّة لمتابعة ملف إقفال الدوائر العقاريّة في جبل لبنان، وتلقّى وعداً بإعادة فتحها قريباً.
ويتابع الخازن مع بكركي ملفّين متلازمَين، طرحهما أيضاً في اللقاءين مع بري وميقاتي: الانتخابات الرئاسيّة وقيادة الجيش. 
هو يؤمن بأنّ الرئاسة هي المدخل للحلول. هي حجر الأساس في إعادة بناء الدولة، وحتى ذلك الحين يستمرّ الترقيع. لا شيء إلا الترقيع.
ويعتبر نائب كسروان أنّ استحقاق قيادة الجيش ممكن أن يكون عامل ضغطٍ إيجابي لإيجاد مخرجٍ رئاسي، فيحمي البلد من شغورٍ إضافي، ويمنع الدخول في تجارب مشكوك بدستوريّتها، ويثبّت الموقع للطائفة المارونيّة التي فقدت الرئاسة وحاكميّة مصرف لبنان، ويخشى رأس كنيستها خسارة قيادة الجيش.
ويرى الخازن أنّ موقف بكركي من هذا الاستحقاق يجب أن يؤخذ بعين الاعتبار، وأن يتفهّمه الجميع لأنّه بعيد عن المقاربة الشخصيّة والسياسيّة ويذهب إلى عمق المسألة، وهو أنّ الجيش يشكّل ضمانةً عسكريّة وأمنيّة وسياسيّة لجميع اللبنانيّين، وخصوصاً المسيحيّين الذين يرون فيه الملجأ والحامي، وهذا المنصب يجب ألا يشغر، فإن حصل هذا الشغور قد لا يعود المنصب للموارنة.
ويشير إلى أنّ مسألة قيادة الجيش قادرة على إحداث شرخٍ سياسيّ، وتجاوز ذلك يكون عبر انتخاب رئيس، فنتجنّب الدخول في مأزق تلو الآخر، وتزول هواجس بكركي التي تمثّل هواجس أكثريّة المسيحيّين، وننهي خلاف بعض القوى السياسيّة المعلن وغير المعلن مع قيادة الجيش، ونحصّن الوضع الداخلي في ظلّ التهديدات الكثيرة التي تشهدها المنطقة، في وقتٍ يبدو لبنان غائباً عن أيّ تأثير في هذه الأحداث.
ويرى الخازن أنّ الطبقة السياسيّة في لبنان اعتادت على معالجة النتائج لا الأسباب، وما نعاني منه اليوم ناتج عن سببٍ رئيسيّ هو شغور منصب الرئيس. فكفانا سجالات ورفع سقوف وفرض شروط، ولنذهب إلى انتخاب رئيس ينتشل البلد ممّا هو فيه، قبل أن يغرق كما يغرق المارة على الطرقات في موسم الأمطار الذي يبدو لبنان غير مؤهّل حتى لاستقبالها.

وإن سألنا عن تفاؤل الخازن بإمكانيّة تحقيق ذلك، يجيب: لا يتعلّق الأمر بالتفاؤل أو التشاؤم بل بالإرادة والمسؤوليّة اللتين يجب أن تتحلّى بهما القوى السياسيّة كلّها. 
ويختم: انتخبوا رئيساً، أو ترحّموا على البلد.

أخبار مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى