خاصأبرزرأي

الخارج يتقاطع على اسم قائد الجيش للرئاسة.. والداخل ما زال مبعثراً

حسين زلغوط
خاص – موقع “رأي سياسي”
يوم واحد يفصل لبنان عن الجلسة الانتخابية المنتظرة بعد غد الخميس، ويتوقع أن تكون الساعات الفاصلة عن هذا الموعد حافلة بالاتصالات واللقاءات التي يصعب تحديد نتائجها وانعكاسها على مصير الجلسة التي يصفها كثر من السياسيين بأنها ستكون جلسة المفاجآت التي لم يألف لبنان مثيلا لها حتى قبل الاستقلال، حيث إنَّ كل السيناريوهات الرئاسية واردة، وإنَّ فرص إنجاز الاستحقاق وعدم إنجازه متساوية، ولا بروز لأي مؤشرات حتى اللحظة، ترجّح كفة هذا الاحتمال على ذاك.
وإذا كانت الحركة الرئاسية زاخمة بالنشاط ، غير أنَّ أي شيء لن يرشح عنها قبل ربع الساعة الأخير الذي سيسبق جلسة 9 كانون الثاني الجاري، في ظل لقاءات تجري فوق الطاولة وتحتها لنسج تحالفات لقطع الطريق على مرشح معين من الفوز، أو محاولة إيصال مرشح آخر إلى قصر بعبدا.
ويلاحظ أنَّ أكثر من طرف سياسي يتكتم على خياره الرئاسي الحقيقي والنهائي وهو على ما يبدو لن يكشف أوراقه قبل 9 كانون لاعتبارات تتعلق بالحراك الخارجي حول الملف الرئاسي، واتضاح الصورة أكثر في ما يتعلق بموقف الدول المؤثرة التي تعمل على حياكة صيغة معينة تنهي الفراغ الذي تجاوز عمره السنتين وبضعة أشهر، خصوصًا وأنَّ الحركة الدولية تجاه لبنان ارتفع منسوبها في الأسبوع الأخير الذي سبق موعد انعقاد الجلسة، وسيكون الزائر الجديد بعد الموفد الأميركي آموس هوكشتاين الذي كما هو معلوم كانت زيارته لهدفين هما: متابعة تنفيذ بنود الهدنة بين لبنان واسرائيل والملف الرئاسي، هو المبعوث الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان الذي ستحط طائرته اليوم في مطار رفيق الحريري الدولي، وهو سيلتقي الرئيس نبيه بري وعدد من المسؤولين بحثًا عن المخرج الملائم لإيصال مرشح توافقي الى القصر الجمهوري، وسيحمل لودريان وفق المعلومات موقفًا فرنسيًّا مفاده أنَّ لا فيتو لباريس على أي مرشح، وإن كان هناك تقاطعًا واضحًا بين واشنطن وفرنسا على اسم قائد الجيش جوزيف عون الذي لا يزال يحتاج إلى مخرج لمسألة التعديل الدستوري.
وعلى الرغم من كل ما يقال حول جلسة الانتخاب وإلى أي اسم تميل هذه الكتلة النيابية أو تلك، فإنَّ المشهد ما زال ضبابيًّا ، حيث إنه وعلى الرغم من تقدم اسم العماد عون على لائحة المرشحين فإن كتلا وازنة ما تزال ترغب بعدم الكشف عن ورقتها النهائية، فكتلتا “الوفاء للمقاومة” و”التنمية للتحرير” ما يزالان على موقفهما من ترشيح رئيس “تيار المردة” سليمان فرنجية الى حين أن يبلغهما انسحابه من السباق، وهما إلى هذه اللحظة لا يؤيدان العماد عون، لكنهما لا يضعان فيتو عليه وإن أي خيار آخر سيكون مشتركًا ولن يكون هناك تمايزًا كما حصل عند انتخاب العماد ميشال عون، وكذلك “القوات اللبنانية” التي لم تسم اسم مرشحها أيضًا ، فيما كتلة “لبنان القوي” قد أعلنت صراحة رفضها وصول قائد الجيش إلى سدة الرئاسة، وهذا الموقف ربما يتغير نتيجة المشاورات الداخلية والخارجية التي ستجري قبل موعد الجلسة وخلال انعقادها. ويبقى النواب الوسطيون الذين يحاولون القيام بعمل ما في هذا السياق لكنهم لم يتوصلوا بعد إلى مرحلة التفاهم على شخصية محددة لوضع اسمها في صندوق الاقتراع.
أما في ما يتعلق بمصير الجلسة فإن هناك شبه إجماع على حصولها في موعدها، ولا معطيات تفيد بإمكانية تطير نصابها، لعلم الجميع أن مثل هذه الخطوة وإن كانت دستورية وتدخل في سياق اللعبة الديمقراطيّة، إلا أن نتائجها ستكون سلبية جدًا على لبنان الذي أمامه مهمة إعادة الإعمار وتنفيذ مندرجات اتفاق الهدنة؛ وهذا يحتاج إلى مساعدة دولية وهو لن يحصل في حال بقي لبنان من دون رئيس.

أخبار مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى