أبرزرأي

الحكومة في مرحلة “الروتوش” الأخير..والولادة خلال ساعات

حسين زلغوط, خاص – “رأي سياسي” :

يبدو ان تشكيل الحكومة بات في خطواته الأخيرة من الحسم، وان الولادة ربما تكون في غضون ساعات وليست أياما في حال لم تنجح شياطين التفاصيل من بعثرة التوليفة الحكومية التي حملها بالأمس الرئيس المكلف نواف سلام الى قصر بعبدا ووضع اللمسات شبه النهائية عليها مع رئيس الجمهورية جوزاف عون. وفي حال كان هذا التوقع صحيحا فانه سيصار الى تأليف لجنة بعد اصدار المراسيم لإعداد البيان الوزاري الذي يقال انه لن يكون هناك خلافات جوهرية حول مضمونه خصوصا لجهة البند المتعلق بالمقاومة والاحتلال، وبذلك فان جلسة الثقة النيابية لن تتأخر عن الاسبوع المقبل.
لا شك ان الرئيس المكلف خاض مفاوضات شرسة لم يكن يتوقع حصولها مع القوى السياسية ، وهو صمد الى حد ما أمام اسلوب هذه القوى في ما خص المحاصصة والنكد عن تأليف أي حكومة ، ووصل الى حكومة تشبه ما يتمناه ، ولا ترضي القوى السياسية بالكامل ، وهي حكومة ستكون مختلفة كليا عن الحكومات السابقة لجهة الانسجام الداخلي والانتاجية سيما وأن الداخل والخارج يعّول عليها في انجاز رزمة الاصلاحات المطلوبة منها، ليكون في مقدورها التوجه الى الخارج طلبا للمساعدة في اعادة الإعمار والخروج من الأزمات المستفحة بلبنان منذ سنوات عدة، وبذلك يكون العهد الجديد ينطلق بخطوات متينة نحو غد أفضل للبنان.
وكما هو معلوم فإن مناخات الانفراج ظهرت بعد فك عقدة “القوات اللبنانية” من خلال الاتفاق شبه النهائي على نيلها حقائب الخارجية والاتصالات والطاقة والصناعة ، والكلام عن بقاء “التيار الوطني الحر” خارج التشكية لاعتراضه على الحقائب التي عرضت عليه.
في غضون ذلك فان مصدر وزاري أبلغ موقع “رأي سياسي” ان هناك إفراطا متعمدا في التفاؤل بولادة قريبة للحكومة ، معتبرا انه ما زال امام هذه الولادة بعض العراقيل يجب حلحلتها بحكمة ، لكنه أكد اننا اصبحنا في مربع الحسم ، مع وجود خوف حقيقي من تعرض عملية التأليف الى انتكاسة ربع الساعة الأخير، وهو ما يحاول الرئيسين عون وسلام تجنبه.
وفي راي المصدر اننا نعيش مرحلة “الهبة” الباردة و”الهبة” الساخنة ، وهذا أمر طبيعي خلال مخاض ولادة الحكومة، لكن الرئيس عون الذي يستعجل التأليف، طلب الى الرئيس المكلف حياكة التوليفة الحكومية بشكل ينطلق معها العمل الحكومي بخطى ثابة كما تطلبه المرحلة، وان لا تتحول الى حكومة عرجاء بعد ايام من تاليفها، وهو ما اكد عليه الرئيس سلام ايضا.
ولفت المصدر الى ضرورة الانتباه الى ان الاسم الخامس من الحصة اشيعية لم يحسم بشكل نهائي وان اسماء كثيرة طرحها “الثنائي” ورفضت من قبل الرئيسين عون وسلام، وكذلك العكس ، ولكن هذا الموضوع ربما يحسم في غضون ساعات، مشددا ايضا على ان حبل التواصل من “التيار” لم ينقطع وفي حال حصل اتفاق سيعاد النظر في توزيع الحقائب وهذا ما قد يؤخر تشكيل الحكومة العتيدة، من دون ان يعني ذلك العودة الى المربع الأول، كون أن العقد الأساسية لم تعد موجودة وأن الأمر قد يقتصر على “روتشة ” بسيطة في مسألة الاسماء والحقائب.

أخبار مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى