الحق الكويتي… لن ننسى ونتمنى

كتب د. عادل فهد المشعل في صحيفة الراي.
تحتفل الكويت في شهر فبراير من كل عام، بالعيد الوطني وعيد التحرير وهما مناسبتان عزيزتان على قلوب أهل الكويت ومن يحبهم، لأن هناك الكثير من الإخوة العرب الذين ألتقي بهم في بعض العواصم العربية خصوصاً بالقاهرة يذكرون الكويت بالخير وبعضهم يذكر أن من أقربائه ولد وعاش وعمل في الكويت التي قدمت الكثير من المساعدات لبلدانهم من دون منّة، فأرد عليهم إنما هو واجب جُبل عليه أهل الكويت.
وعندما نتذكر احتلال جيش طاغية بغداد للكويت عام 1990، فإننا نحمد الخالق كثيراً على اجتماع الكثير من الدول العربية والإسلامية والدولية لحرب تحرير الكويت عام 1991، تحت مظلة هيئة الأمم المتحدة لدعم عاصفة الصحراء التي أعادت الشعب الكويتي وقيادته إلى أرض الوطن.
وعلينا أن نتذكر المواقف المشرفة للرؤساء الدوليين أمثال جورج بوش الأب ورئيسة الوزراء البريطانية تاتشر والرئيس المصري حسني مبارك واليابان التي كان ينص دستورها على عدم المشاركة في أي حرب، لكنها شاركت بشرف، ولا أنسى مواقف الإخوة في مجلس التعاون الخليجي، فهم أهلنا خاصة المملكة العربية السعودية. وقتها كان الملك فهد بن عبدالعزيز منح الأرض السعودية لعمليات تحرير الكويت، ولا ننسى المواقف للأفراد الشرفاء الذين ساندوا الحق الكويتي، سواء في منطقة الخليج العربي أو الدول العربية أو الإسلامية أو بقية دول العالم.
ولم ننس موقف لبنان الذي كان أول دولة تعلن موقفها برفض الاحتلال وشجبه ودعمت كل مراحل تحرير الكويت على المستوى الإعلامي والرسمي داخل أروقة الجامعة العربية والأمم المتحدة.
ولا يمكن أن ننسى مواقف المبدعين من أدباء وفنانين تضامنوا مع زملائهم الأدباء والفنانين الكويتيين، فإذا قام الفنان شادي الخليج بغناء أغنيات كثيرة إبان الاحتلال، فإن الفنان محمد عبده غنى أغنيات خالدة وكلنا نتذكر رائعة غازي القصيبي «أقسمت يا كويت» التي ما زالت تردد جيلاً بعد جيل، إضافة إلى دور المركز الإعلامي بالقاهرة ومن عناصره الأديب عبدالعزيز السريع والفنان أحمد عبدالكريم، حيث غنى الفنان طلال مداح مجاناً وكذلك الفنانة أنغام، وهناك سلسلة كبيرة من الأسماء التي لا يمكن حصرها.
وما زلت أتذكر أغنيات المقاومة التي صاغها الشاعر الشهيد فايق عبدالجليل ومعه الملحن الشهيد عبدالله الراشد، أبرزها «نبقى كويتيين»، وبالطبع هناك أغنيات أخرى خالدة، ولا أعرف إن كانت هناك دراسة أكاديمية عن أدب الحرب في الكويت رغم قصر فترة الاحتلال، إلا أنه كانت هناك قصائد أبرزها للشاعر الدكتور خليفة الوقيان وكذلك الدكتور عبدالله العتيبي والشاعر يعقوب السبيعي، وهناك قصص قصيرة وروايات قرأت بعضها ولم يتسن لي فرصة قراءة البقية.
وأتمنى من وزارة الإعلام أن تقوم بتكليف المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب بحصر مواقف الأدباء والفنانين والإعلاميين الذين ساندوا الحق الكويتي مع نشر تلك الأسماء في موقع وزارة الإعلام من أجل أن يتعرف عليها الجيل الجديد من الشباب الكويتي.
وأتمنى من رابطة الأدباء وجمعية الفنانين الكويتية والجمعية الكويتية للفنون التشكيلية تنظيم بعض الندوات حول الموضوع نفسه أيضاً.
ولن ننسى شهداء الكويت، فهم أكرم منا جميعاً، إذ إنهم بذلوا أرواحهم من أجل الكويت وأهلها، لذا فإننا نغضب بشدة عندما نجد الفساد يستشري في الكثير من الجهات لسنوات طويلة بعد التحرير، لكننا بالوقت نفسه نشعر بالفرح بأن هناك قيادة حازمة تعمل على محاربة الفساد، ليس على مستوى الشعارات فقط، بل على مستوى الأفعال وقد لمسنا الكثير من القرارات وصدور أحكام قضائية بالسجن لمسؤولين ووزراء من دون أي تفريق بين اسم أو شخص وآخر.
همسة:
لن ننسى مَن وقف مع الحق الكويتي.