حسين زلغوط – خاص: رأي سياسي
مع اقتراب الحرب الاسرائيلية على غزة من شهرها الثالث ، بدأ منسوب الخوف داخل الكيان الصهيوني يرتفع بشكل كبير من تفاقم الوضع الاقتصادي نتيجة تكاليف هذه الحرب على كافة المستويات ، حيث يتكبد الاقتصاد الإسرائيلي مع تصعيد الحرب في غزة مئات الملايين من الدولارات يومياً، إضافة الى انهيار كبير في سعر صرف “الشيكل” امام الدولار .
ويرى البعض من المحللين أن توسع الجبهات، وإعلان جماعة “أنصار الله” في اليمن اعتراض السفن الإسرائيلية والأجنبية المتجهة إلى تل أبيب من شأنها أن تزيد من الأزمات على اقتصاد تل أبيب المنهك بسبب الحرب وتداعياتها، لا سيما في ظل التغيير الذي طرأ في سياسات الدول الأوروبية الداعمة للحرب الإسرائيلية.
ومما لا شك فيه ان مسألة اعتراض السفن من قبل “الحوثيين” تؤثر بشكل مباشر وحساس على الاقتصاد الإسرائيلي، وتضيف المزيد من الأعباء الاقتصادية الموجودة أصلا بشكل كارثي جراء الحرب واستنزاف موارد إسرائيل، وهو ما بات ملحوظًا في كافة مناحي الحياة في إسرائيل.
ووفق متابعين لمجريات الأحداث الجارية في فلسطين وجنوب لبنان وارتدادتها في المنطقة تشكل ضربة اقتصادية كبيرة لإسرائيل، وزادتها أزمة منع السفن في اليمن من المرور، إضافة إلى ضربة سياسة للكيان، وهو أمر يبدو أنه مستمر من قبل القوات اليمنية المختلفة، طالما الحرب الإجرامية المدمرة على قطاع غزة مستمرة، حيث أن الهجمات التي تنفذها جماعة “أنصار الله” اليمنية ضد السفن المتجهة إلى إسرائيل عبر البحر الأحمر، يمكن أن تؤخر وصول تلك السفن أسابيع، ويجعل تلك السفن تقطع 13 ألف كيلومتر إضافية، حتى تصل، ما يعني زيادة تكاليف إضافية على التكلفة الفعلية للشحنات المتجهة إلى تل أبيب عبر باب المندب.
ويتضمن المسار البديل توجه السفن نحو رأس الرجاء الصالح حول جنوب أفريقيا والإبحار في المحيط الأطلنطي شمالاً، حتى مضيق جبل طارق لتعبره متجهة إلى الموانئ الإسرائيلية عبر البحر المتوسط.
وما يقلق اسرائيل أكثر من التدهور المالي والاقتصادي في مختلف القطاعات ، هو الهجرة المعاكسة لا سيما في صفوف الشباب بدءاً من الاسبوع الثاني الذي تلا عملية “طوفان الاقصى”
إذ ووفقا لنتائج استطلاع للرأي داخل الكيان الاسرائيلي فإن أكثر من 25% من اليهود البالغين (فوق 18 عاما)، يفكرون بالهجرة من إسرائيل تفكيرا جدّيا، في حين شرع 6% بإجراءات عملية للهجرة، بينما هناك مئات آلاف اليهود يتجهون في المستقبل لهجرة إسرائيل، في حين لوحظ ارتفاع بلغت نسبته 20% في عدد طلبات الإسرائيليين للحصول على جنسيات أجنبية خاصة من أوروبا وأميركا، وارتفاع بنسبة 15% في طلبات اليهود للهجرة من إسرائيل إلى دول الاتحاد الأوروبي وخاصة البرتغال، ومن غير المستبعد أن تتسع ظاهرة الهجرة العكسية ، في ظل فقدان الأمن والأمان، وتصاعد التوتر الأمني مع الفلسطينيين.
ووفق ما يتسرب من معلومات من داخل الكيان الصهيون فقد غادر فلسطين المحتلة منذ 7 تشرين الأول الى الآن أكثر من سبعماية الف إسرائيلي، في حين أن حوالي 600 ألف من المصطافين والمسافرين الذين كانوا قد غادروا لقضاء العطلات لم يعودوا الى اسرائيل حتى تاريخه بسبب الحرب، وهذه الضاهرة أزعجت كثيرا حكومة نتنياهو التي تبذل جهودا من أجل توسعة عملية الإستيطان، وهي تحاول من خلال ضخ معلومات مغلوطة لطمأنة الاسرائيليين من أصول بلدان مختلف لكي يتراجعوا عن قرار الهجرة الى بلدهم الأصل لكن يبقى ذلك من دون جدوى حيث بات هؤلاء يعانون من ازمات مالية ومعيشية اضافة الى المخاوف الأمنية، فقد باتوا على قناعة بأن لا أمن ولا أمان في اسرائيل ،لا بل ان الأوضاع ذاهبة الى الأسوأ في ظل تعذر الحلول السلمية.
ومما لا شك فيه أن عملية ازدياد الهجرة العكسية تؤثر على قطاعين رئيسيين في إسرائيل، أولهما نقص العمالة في القطاع الاقتصادي، والثاني متعلق بالقطاع العسكري الذي يعاني من رفض للإلتحاق بالجيش، لأسباب مختلفة، كما انها تشكل تهديدا وجوديا لاسرائيل فكلما طالت الحرب على غزة، كانت آثارها طويلة الأمد كارثية عليها، وهذا أحد أوجه “الهزيمة الاستراتيجية” التي حذر وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن، قادة تل أبيب منها. خلال زياراته المتكررة الى اسرائيل منذ اليوم التالي لعملية “طوفان الأقصى”