الحدود “تتوتّر” جنوباً… و”اليونيفيل”: الوضع حسّاس!

لا تزال الحدود اللبنانية الجنوبية، تشهد توتّرات شبه يومية منذ أسابيع، وفي تطوّر أمني ميداني لافت، ربّما للمرة الأولى منذ حرب تمّوز 2006 استهدفت إسرائيل عناصر من «حزب الله» على الحدود. ما حصل أنه قرب «بركة ريشا» الواقعة بين قريتي البستان ويارون، أصيب ثلاثة عناصر من الحزب، وصفت إصابتهم بالطفيفة، جرّاء إلقاء قنبلة عليهم من الجانب الإسرائيلي، نقلوا على إثرها إلى مستشفى حيرام في صور. ويعتبر هذا الحادث خطيراً في «لعبة المعركة». منذ أكثر من شهر، تشهد الحدود توتّراً دراماتيكيّاً، وشكّل احتلال الجزء الشمالي من بلدة الغجر، والاعتداءات المتكرّرة على الأراضي اللبنانية من الجانب الإسرائيلي، علامات تحوّل خطيرة نسبياً
وفي التفاصيل، أنه في الذكرى الـ17 لاندلاع حرب تموز، قرّرت مجموعة من الناشطين الاحتفال على الحدود اللبنانية قبالة مستعمرة المطلّة، فأطلقت المفرقعات النارية تجاه الأراضي الإسرائيليّة، ما أدّى إلى اشتعال النيران، وردّ الجيش الإسرائيلي بإطلاق الرصاص في الهواء وقنابل غاز على المتجمهرين لتفرقتهم. أدّى الأمر إلى استنفار الجيش اللبناني وقوات الطوارئ الدولية، والى تسيير دوريات مكثّفة على طول الحدود اللبنانية، في حين صعّد الإسرائيلي تحرّكاته واستقدم دبابة «ميركافا» إلى المكان. أما في الحدث الأمني قرب «بركة ريشا»، فالمشهد اختلف، إذ تضاربت المعلومات حول ما حصل، إذا كانت قذيفة، أو لغماً أرضيّاً أو طائرة مسيّرة. ما عزّز هذا الغموض هو عدم صدور أي بيان من الجانبين، باستثناء ما ورد من الجهة الإسرائيلية عن «الاشتباه في تطوّر أمني قبالة الحدود اللبنانية جرى التعامل معه بالشكل المطلوب، واستخدام قنابل غير قاتلة». وجاء على لسان الناطق الإعلامي الإسرائيلي أنّ «عدداً من المشتبه فيهم اقتربوا في وقت سابق من اليوم من السياج الأمني على الحدود مع لبنان وحاولوا المساس بمنطقة العائق الأمني حيث رصدتهم القوات الإسرائيلية مباشرة واستخدمت الوسائل اللازمة لإبعادهم»
في المقابل، جرى الحديث عن «إسقاط «حزب الله» طائرة مسيّرة إسرائيلية
في السياق، سيّر الجيش اللبناني وقوات الطوارئ دوريات في المنطقة، وفرضا طوقاً أمنيّاً على المكان، ومنعا المواطنين من الإقتراب من بركة ريشا. إلى ذلك قالت نائبة مدير مكتب «اليونيفيل» الإعلامي كانديس ارديل إنّ «بعثة الأمم المتحدة لحفظ السلام على اطّلاع على التقارير المقلقة عن حادث وقع على طول الخط الأزرق. ونحن نتابع الوضع»
وأضافت أن «الوضع الآن حسّاس للغاية. ونحضّ الجميع على وقف أي عمل قد يؤدي إلى تصعيد من أي نوع»