الجيش السوداني يتوعد برد قاسٍ على هجوم «الدعم السريع» على قرية ود النورة
قال الجيش السوداني، أمس الخميس، إنه سيرد «رداً قاسياً»، على هجوم شنته «قوات الدعم السريع» يوم الأربعاء على قرية أسفر، بحسب نشطاء مؤيدين للديمقراطية، عن مقتل أكثر من 100 شخص.
وهذا الهجوم هو الأكبر في سلسلة تشمل عشرات الهجمات شنتها «قوات الدعم السريع» على قرى صغيرة في أنحاء ولاية الجزيرة الزراعية، بعدما سيطرت «قوات الدعم السريع» على العاصمة ود مدني في ديسمبر (كانون الأول).
وجاء بيان الفريق ركن عبد الفتاح البرهان قائد القوات المسلحة عقب اتهامات من نشطاء محليين بأن الجيش لم يستجب لنداءات من أجل المساعدة يوم الأربعاء. ولم يرد الجيش على طلب للتعليق.
وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، إن الأمين العام للمنظمة الدولية أنطونيو غوتيريش ندد بشدة بالهجوم.
وأضاف دوجاريك في بيان: «الأمين العام يحث جميع الأطراف على الامتناع عن أي هجمات يمكن أن تلحق الضرر بالمدنيين أو بالبنية التحتية المدنية».
وتابع أن «الأمين العام يعبر عن قلقه الشديد إزاء المعاناة الهائلة للشعب السوداني نتيجة استمرار الأعمال القتالية». وشدد على أن الوقت قد حان للطرفين لوضع أسلحتهما في جميع أنحاء السودان والالتزام بالطريق نحو السلام المستدام.
دعت مسؤولة بارزة في الأمم المتحدة في السودان، أمس الخميس، إلى إجراء تحقيق في حادث الهجوم على قرية ود النورة بولاية الجزيرة وسط السودان.
وقالت منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية كليمنتين نكويتا سلامي: «حتى بالمعايير المأساوية للصراع في السودان، فإن الصور التي تظهر من ود النورة تفطر القلب».
واستشهدت سلامي بصور نشرتها على وسائل التواصل الاجتماعي لجان مقاومة ود مدني التي تتابع مثل هذه الهجمات، ويظهر فيها عشرات الجثامين في أكفانها قبل الدفن.
وقالت اللجان إن 104 أشخاص قُتلوا، وأصيب مئات في ود النورة، وإن «(قوات الدعم السريع) تتقدم نحو قرى أخرى».
وأضافت اللجان، في بيان: «شهدت قرية ود النورة محلية 24 القرشى ولاية الجزيرة إبادة جماعية يوم الأربعاء 5 يونيو (حزيران) 2024، بعد هجوم (ميليشيا الدعم السريع) على القرية مرتين، وقتل ما قد يصل إلى مائة شهيد».
وحال انقطاع الاتصالات دون وصول «رويترز» إلى مسعفين أو سُكَّان للتحقق من عدد القتلى.
واندلعت الحرب بين «قوات الدعم السريع» والقوات المسلحة السودانية في أبريل (نيسان) من العام الماضي بعد خلافات حول دمج القوة شبه العسكرية في الجيش. وسيطرت «قوات الدعم السريع» منذ ذلك الحين على العاصمة الخرطوم، ومعظم مناطق غرب السودان. وتسعى حالياً إلى التقدم نحو وسط البلاد، بينما تقول وكالات الأمم المتحدة إن شعب السودان معرض «لخطر مجاعة وشيك».
وحمَّلت لجان المقاومة في كرري، وهي منطقة يسيطر عليها الجيش إلى الشمال من العاصمة، أمس الخميس، «قوات الدعم السريع» مسؤولية إطلاق قذائف مدفعية قالت اللجان إنها قتلت 22 شخصاً. وقال شهود إن النيران أتت من جهة النيل في مدينة بحري التي تسيطر عليها «قوات الدعم السريع».
وذكرت «قوات الدعم السريع» في بيان أنها هاجمت قواعد للجيش ومجموعات مسلحة متحالفة معه بمنطقة ود النورة، وفقدت 8 جنود، وأشارت إلى تداول تقارير غير دقيقة حول الواقعة.
واتهمت لجان مقاومة ود مدني «قوات الدعم السريع»، باستخدام المدافع الثقيلة ضد المدنيين ونهب القرية والتسبب في «حالات نزوح كاملة للنساء والأطفال من الأهالي نحو المناقل»، وهي بلدة قريبة.
وقالت اللجان: «بادر أهالي قرية ود النورة استنجاد ارتكازات القوات المسلحة، ولم تستجب لإغاثة المواطنين بكل الخزي والعار».
وندد مجلس السيادة الانتقالي المتحالف مع الجيش بالهجوم.
وأصدر المجلس بياناً وصف فيه الواقعة بأنها «أفعال إجرامية تعكس السلوك الممنهج لهذه الميليشيات في استهداف المدنيين».