الجميّل: حاولنا منذ 20 سنة التحذير من أنّ الحزب سيجرّ الويلات على لبنان
رأى رئيس حزب الكتائب اللبنانية النائب سامي الجميّل أن وقف إطلاق النار متوقف على قناعة الأفرقاء، معتبرًا أن الأمر الوحيد الذي ينقذ البلد هو استعادة الدولة سيادتها وسحب الفتيل ببسط سلطتها على كامل الأراضي اللبنانية.
وأشار إلى أننا نشعر بالمرارة لأننا لم نكن نريد الحرب والوصول إلى النتيجة التي وصلنا إليها، مذكّرًا بأننا حاولنا منذ 20 سنة التحذير من أنّ حزب الله سيجرّ الويلات على لبنان ودعوناه إلى مبادرة قبل الوقوع في المحظور.
وقال الجميّل: “هناك مساران، الأول: أن يقتنع حزب الله بأن بقاء السلاح انتهى وألّا يبقى ذراعًا لإيران وألّا يتذاكى على المجتمع الدولي، والثاني: أن يأخذ قرارًا بأن يسلّم السلاح إلى الجيش باتفاق لبناني لبناني، وإلّا فهناك سيناريو آخر وهو جرّ الويلات على البلد، محذرًا من أنه إذا تنصّل الحزب من الاتفاق فسيواجه إما إسرائيل وإما الجيش وللجيش دور كبير في الاتفاق، فإما أن يتجاوب الحزب مع الجيش ويسلّم سلاحه وإما سيخضع لإسرائيل”.
وأوضح أنه إذا استمر حزب الله بالتذاكي فستنفجر إما في الداخل وإما مع اسرائيل، معتبرًا أن وقف إطلاق النار لن يصمد وكله يتوقف على نية حزب الله وإيران.
ولفت إلى أن الثلاثية انتهت إلى غير رجعة ولا عودة إلى ما كنا عليه ما قبل 9 اكتوبر، مشيرًا إلى أن ثمة مسارين أوّل سلبي لن يؤدي إلا إلى انفجار داخلي وعودة المعارك، وثانٍ إيجابي يتمثل في أن نعطي أفقًا للإيجابية أي إعادة بناء لبنان بشراكة لبنانية على أسس جديدة تعطي أملًا للبلد وهذا المسار متاح إذا أخذنا خيار الدولة.
واعتبر أن المنطق الاستسلامي هو أن يختبئ نواب حزب الله في مجلس النواب لأنه يمثل الشرعية ووحدها الشرعية استطاعت أن تحميه، مؤكدًا أن الوقت حان لنتعلّم أن خدمة الآخرين والتضحية بالبلد كارثة يجب ألّا نعيدها، ومضيفًا: “بعد المسار الذي وصلنا إليه لسنا مستعدين بأي شكل بمعزل عن الاتفاق لأن نتعايش مع سلاح حزب الله وغيره بعد اليوم ولن نقبل ببناء لبنان بوجود ميليشيات”.
وأكد أننا لن نبني البلد إذا استمر الحقد ورواسب الحرب، أي ترقيع للحالة الموجودة لأن هذا سيؤسّس لمشكل بعد 10 سنوات مشددًا على أن بناء المستقبل والمواطنة يبدأ بمصارحة ومصالحة حقيقيتين.
الجميّل دعا إلى فتح صفحة جديدة على أسس متينة وهذا يحتاج وقتًا وجهدًا ومصارحة بالهواجس وأسباب الخوف والاعتراف بتضحيات البعض، معربًا عن خشيته من الذهاب الى ترقيعة رئاسة جمهورية ونبقي الجمر تحت الرماد.
واعتبر أن الرئاسة جزء من مسار لا يجب أن يحصل بمعزل عن الباقي، مشيرًا إلى أن على المجلس أن يعقد جلسة مفتوحة على مدى شهرين أو 3 أشهر ويقوم بعمل في العمق يبدأ بانتحاب رئيس الذي يجب أن يكون حاضرًا ونكمل في المجلس بمصارحة ومصالحة وننظر بنظامنا مع عوراته وما لم يطبّق من اتفاق الطائف ونعيد النظر بأخطاء النظام ونطمئن كل اللبنانيين لنخلق بلدًا يعيش 100 سنة لأن هدفنا بناء بلد داعيًا كل شركائنا إلى الجلوس معنا لبنائه سويًا.
وشدد على أن الوقت حان ليتوقّف الترقيع ولو استغرق الأمر شهرين أو ثلاثة أشهر كما حان الوقت لنعالج الجرح بشكل صحيح ونبني بلدًا يليق بأبنائه.
وطالب رئيس الكتائب بأن نتسلّح بالجرأة، فممنوع الذهاب إلى تسويات ظرفية وترقيعات وتنفيعات لأن في الأمر مقتلًا للبلد، متمنيًا من كل المسؤولين أن نغوص في العمق هذه المرة لمناقشة مستقبل لبنان.
وأشار إلى لدى الشعب اللبناني قدرة على النهوض وجعل لبنان سويسرا الشرق شرط ألا نبقى ساحة وأن نكون في خدمة أنفسنا لا في خدمة الآخرين.
رئيس الكتائب الذي أوضح أن موضوع ترشحه لرئاسة الجمهورية غير مطروح، أضاف: “من غير الواضح بعد ما إذا كانت هناك نية لبناء البلد لافتًا إلى ان أكثرية الأسماء هي لتقطيع المرحلة،” وتابع: “لا أشعر أن هناك قرارًا لبناء البلد وحزب الله لم ينتقل بعد إلى هذه المرحلة والاحتمال الأهم ليس الاسم بل بناء البلد”.
وأشار إلى أننا عندما نقدّم استقرارًا فسنجذب أهم الاستثمارات ونعيد المغتربين والشرط بناء دولة بعيدًا عن منطق السلاح والاستقواء.
وعن مواصفات الرئيس قال: “أريد رئيسًا مؤمنًا بحصرية السلاح ولا يساوم على الموضوع، يؤمن بخارطة الطريق التي طرحتها مع مؤتمر وطني يدخل في العمق مع مصارحة ومصالحة وتطوير الطائف، ولديه القدرة على القيام بالورشة الوطنية العميقة التي تبني المستقبل وإلا ستكون الخطوة ناقصة تولّد المزيد من المشاكل في فترة قريبة وسأعمل بهذا الاتجاه، محذّرًا كل الاصدقاء والمسؤولين بألّا ننتخب كيفما كان لنقول فقط إننا انتخبنا فاللحظة مصيرية ويجب أن نتحدّث بالاختلاف لإيجاد الحلول”.
وأكد ألّا مقاربة واحدة للاستحقاق الرئاسي بل حسابات مختلفة، معربًا عن خشيته أن تعود حليمة إلى عادتها القديمة عبر العودة إلى التركيبات والتسويات التي تولّد الأزمات الإضافية.