الجمهوريون يبدأون التحضير لخوض الإنتخابات الرئاسية ضد ترامب
ذكرت صحيفة “واشنطن بوست” الأميركية، الأحد، أن عدداً من الجمهوريين بدأ خطوات نحو دخول الانتخابات التمهيدية للحزب لعام 2024، ضد الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، مشيرة إلى أن أفعالهم تعكس إحساساً متزايداً في الحزب الجمهوري بأن ترامب بعيد كلّ البعد عن كونه مرشحاً حتمياً للانتخابات الرئاسية.
وذكرت أن حاكم فلوريدا رون ديسانتيس أعاد أخيراً تشغيل إعلاناته عبر “غوغل” و”فيسبوك”، مستهدفاً جمهوراً وطنياً، قبل جلسة تشريعية للولاية يعتقد أنها ستسلّط الضوء على الأسباب التي ستساعده في الانتخابات التمهيدية، وفقاً لما أكده مستشار جمهوري مطلع على عمليته.
كذلك، فإن فريق وزير الخارجية السابق مايك بومبيو تواصل مع الموظفين المحتملين في الولايات التمهيدية المبكرة، وهو يتطلّع لإضافة مساعدين لجمع التبرعات، فيما يتواصل حاكم أركنساس آسا هاتشينسون مع المتبرعين، ويقيس قدرته على تمويل حملة انتخابية.
ووفق الصحيفة، يكثف المنافسون الجمهوريون المحتملون لترامب حراكهم لانتخابات 2024، ما يعكس إحساساً متزايداً في الحزب بأنّ الرئيس السابق بعيد عن أن يكون مرشحاً حتمياً بعد الانتخابات النصفية. ويقول هاتشينسون، الذي حث الحزب على الابتعاد عن ترامب: “لا تعرف أبداً متى سيتعثر المرشح الأوفر حظاً”.
وعلى الرغم من أن ترامب ما زال حتى الساعة المرشح الرئيسي الوحيد الذي أعلن رسمياً ترشحه للانتخابات الرئاسية الأميركية لعام 2024، إلا أن شخصيات جمهورية رئيسية تضع الأسس لحملات انتخابية محتملة، علناً وخلف الكواليس، وفق مراجعة لأنشطتها ومقابلات مع أشخاص مطلعين على خططها، تحدث بعضهم شرط عدم الكشف عن هوياتهم، وفق “واشنطن بوست”. وقال العديد من العاملين على هذه الحملات إنهم يرون فائدة في الجلوس والاستعداد بشكل منهجي، بينما يتعامل ترامب مع مشكلات متزايدة.
ونقلت الصحيفة عن خبراء استراتيجيين قولهم إن الأشهر المقبلة ستكون حاسمة بالنسبة للمنافسين الذي يعملون على زيادة عدد الموظفين، وبناء ملفاتهم الشخصية في الولايات الرئيسية، وتمويل حملة شاقة، مشيرة إلى أن اسم ديسانتيس هو الأكثر تداولاً، إلا أنه لم يعلن بعد عن خوض الانتخابات، أو استبعاد الأمر.
ومن بين مرشحي الحزب الجمهوري المحتملين أيضاً، سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة في عهد ترامب نيكي هايلي، التي قالت أخيراً إنها ستقوم خلال عطلة الأعياد بتقييم ما إذا كانت ستترشح أم لا، بالإضافة إلى نائب الرئيس السابق مايك بنس، الذي سيجتمع مع كامل عائلته في إنديانابوليس لقضاء العطلة معاً للمرة الأولى منذ ثلاث سنوات، بموازاة قيامه بالموازنة بين خياراته، وفق تأكيد أحد مساعديه.
ويواجه ترامب منذ ظهور نتائج الانتخابات النصفية، أخيراً، تمرّداً غير مسبوق من قيادات الجمهوريين ودوائرهم، إذ يحمّلونه مسؤولية سوء أدائهم فيها. وكان ترامب يأمل ركوب “مد” المحافظين في انتخابات منتصف الولاية، لكنه تعثر على الفور بعد هزيمة معظم محمييه.
وبعدما تخلت عنه شخصيات كبيرة من المحافظين، وجد الرئيس السابق نفسه وسط سيل من الانتقادات بعد عشائه مع مغني الراب كانييه ويست، المتهم بمعاداة السامية وبتفوق العرق الأبيض في أواخر نوفمبر/تشرين الثاني. ومن “مثير للسخرية” إلى “مثير للاشمئزاز” و”المشين”، لم يجد الجمهوريون المنتخبون، الذين كانوا حريصين على عدم إثارة غضب زعيم حزبهم، كلمات قوية بما يكفي للتعبير عن استيائهم. وزاد غضبهم عندما دعا الرئيس السابق، هذا الشهر، إلى التخلي عن الدستور في أحد خطبه المعتادة، مديناً من جديد “التزوير الانتخابي”