الجرائم تتزايد… فهل تأخذ الحكومة بالنصيحة؟
كتب أحمد الددواس في صحيفة السياسة.
أصبحنا نخجل من تكرار النصائح للحكومة، قلنا مراراً: انصبوا كاميرات مراقبة أمنية لمعرفة اللصوص والمجرمين، ومن يخرق القانون، لكن من دون فائدة، فهناك من يخطف، أو يسرق المحال، أو السيارات، أو يقتحم البيوت الآمنة، أو يشعل الحرائق، بل بلغ الأمر انتهاك حرمات القبور، وهذا من عيوب البلدية، فلما ظهر خبر في الصحف المحلية يوم 11 مارس 2022 يتساءل “من انتهك حرمة قبور أمراء الكويت”، صار الحديث أن مقبرة الصليبخات تفتقر الى وجود كاميرات مراقبة.
كررنا نصيحة نصب كاميرات مراقبة على سواحل الكويت، ففي وقت ما رسا قارب إيراني على سواحل البلاد ليلا، وتسلل إيرانيون منه لدخول الأراضي الكويتية خلسة، ولم تعلم الشرطة بهم، إلا عندما رأى أحد المواطنين هؤلاء المهربين للمخدرات، فأبلغ عنهم.
إهمال أمني، وضعف مراقبة، ولا هيبة للدولة، وكل يوم حريق إطارات في امغرة، فيما يزعم أن الفاعل مجهول، بل معلوم، فالحريق يستفاد منه ماليا بعض اللئام ضعاف النفوس، بل اللصوص.
وهناك طريق الصبية الخطر، الذي يثير الخوف والفزع، فأنت تقود سيارتك ليلا، وأنت خائف على عيالك وأهلك، صحراء مخيفة ليلا، لا يمكن لك ان تخرج من السيارة وتمشي قليلا، ولو حدثت حالة سرقة، أو قتل، أو خطف، لا أحد يعرف بها.
قبل أكثر من 60 سنة كنا نشاهد الناطور في شارع المباركية داخل مدينة الكويت، يراقب المحال، ويتأكد من إغلاقها، بأن يرج قفل المحل، واختفى هذا الناطور، واختفت معه المراقبة الأمنية.
ولمن لم يقرأ، فقد ذكرنا قبل أربع سنوات كيف تراقب شرطة لندن الشوارع، وواجهة المحال بكاميرات أمنية، تكون على أعمدةٍ متصلة بالمخافر، فالشرطي بالمخفر يحرك الكاميرا ويضع “ماوس الكمبيوتر”على وجه منتهك القانون، فيخرج أسمه وبياناته على الشاشة.
لتضع وزارة الداخلية كاميرات مراقبة في كل مكان تكون متصلة بالمخافر، لمراقبة الوجوه وأرقام السيارات، كونوا بالمرصاد لكل لص ومجرم ومنتهك للقانون، وأعلنوا على الملأ أشد العقوبات بحقهم.
فما معنى انتهاك حرمة قبور أمراء الكويت، هل معناه رسالة؟
بلد مثل الكويت، المفروض ان يكون في مصاف الدول المتقدمة، لا المتخلفة.
وا أسفاه، ووا حسرتاه، لا نقرأ ولا نستفيد من دروس الدول الأخرى، ولانتعظ من دروس التاريخ.
إذا كانت الداخلية تضع كاميرات مراقبة لتخالف المواطنين والمقيمين ممن لا يربط حزام الأمان، وهو يقود سيارته، وتطالبهم بدفع الغرامة، فكان الأولى والأجدر ان تراقب المتهمين والمجرمين، لمنع الفرار من وجه العدالة.
شاطرين في مساعدة الدول الأخرى بشكل متهور، فيما نهمل أوضاعنا المحلية، وسيأتي يوم نبكي على هذا الوقت الذي أهدرناه، ولم نعزز شبكاتنا وأجهزتنا الأمنية، وسيشعرالمخربون والفاسدون والمجرمون، وكل من هب ودب، أن الكويت بلد سائب، ضعيف لاحول له، ولا هيبة له، وتتهدد حياة الناس، وتهتز أركان البلد، وسنعيش الخوف كل لحظة.