الجبهة المسيحية: ليتحمل الحزب وحده مسؤولية خصومته مع باقي اللبنانيين..
عقدت “الجبهة المسيحية” اجتماعها الدَّوري في مقرّها في الأشرفية، وتوقفت عند الأحوال الاقتصادية المزرية التي وصل إليها لبنان بحيث أصبح الهدر العام في مداخيل الدولة ومصروفاتها سياسة معتمدة تعتاش عليها الطغمة الحاكمة على حساب أولويّة توفير لقمة عيش المواطن وسائر حاجاته”.
وبالنسبة إلى احتمال انفجار الوضع العسكري الميداني في الجنوب، رأت الجبهة “تفاقمًا وتماديًا وتسابقًا على خطابات المزايدات الرخيصة وغير المسؤولة، التي من شأنها أن تؤدي إلى فتح المناطق المسيحيّة والدرزية والسنية بيوتها لاستقبال النازحين من بيئة حزب الله بسبب استمرار القصف المتبادل”، وأكدت “كذب وخداع هذه الخطابات التي تنضح بالتملّق والنفاق بشكلٍ متمادٍ يخفي وراءه الكثير من الأهداف الخبيثة”.
وتوجهت لـ “حزب الله” بالقول: “لصعوبة تحديد من هو موالٍ ومتعاطف مع الحزب وبين معارضٍ له في بيئته، يشكّل استقبال النازحين منهم في غير مناطقه، يعني الترحيب بحزب الله الإيراني، وليس ترحيباً واحتضاناً لمواطنٍ لبناني رغم أنه لا يسعنا إلّا الوقوف إلى جانبه والاهتمام به. فهم مثلاً من الذين اقترعوا خلال الانتخابات لـ “حزب الله” فحصد مع “حركة أمل” جميع مقاعد الشيعة في البرلمان، بالرغم من كل ما شابَ عملية الانتخاب الديموقراطية من مخالفات وتهويل وتهديد. هم أيضًا من يضحّون بأبنائهم كرمى للحزب كمشاريع موت في غيرِ سبيل الوطن، كما يهللون لخطاباته ويصفقون لممارساته مستفيدين من استيلائه على البلاد والعباد وهم في أسوأ الأحوال لا يعترضون، بل حتى لا يجرؤون”.
واعتبرت أن “الجفاء الذي يعلنه اللبنانيون جهاراً تجاه الحزب هو نتيجة حتمية لممارساته الاستعلائية والاستكبارية عبر سنين طويلة حافلة بالسطو على مقدّرات الدولة والشعب بجميع أطيافه. ومن هذا المنطلق، فليتحمل وحده مسؤولية خصومته مع باقي اللبنانيين الذين ذاقوا الأمرّين من تصرفاته وليتحمل مسؤولية الهاربين مِن الجنوب جرّاء القصف الإسرائيلي، والأجدى بهم أن يتوجَّهوا إلى منازل نوّابهم لمطالبتهم بواجباتهم تجاههم، والضغط لتسليم أسلحة الحزب للجيش اللبناني بهدف منع تكرار مشهد النزوح والدمار الحاصل لمقاومةٍ واهية لا طائلَ منها”.
وسألت الجبهة: “كيف للمسيحيّين والسنّة والدروز أن يتعاطفوا مع بندقيةٍ احتضنوها ولكن سرعان ما انقلبت عليهم واجتاحت مناطقهم وقتلت أبناءهم واستباحت حقوقهم وأملاكهم الخاصة والوقفية؟ أوليست هي البندقية التي قمعت اللبنانيين بدعم ومؤازرة جيش الاحتلال السوري؟ أوليست هي البندقية التي هجّرت أبناء الجنوب المهمّشين من دولتهم ٢٥ عاماً وحلّت مكانها عام ٢٠٠٠، ومنعت الجيش اللبناني من استلام المناطق الحدودية؟ أوليست هي البندقية الإيرانية الصنع والأهداف التي أمعنت في كسر هيبة الدولة ونحر سيادتها والاستيلاء على مقدّراتها والتهرب من ضرائبها؟ أوليست هي التي اغتالت رفيق الحريري وشهداء ثورة الأرز وغيرهم من الشهداء الأحرار أصحاب الرأي والكلمة الحرة؟ وعلى الرغم من ذلك احتضنها اللبنانيون في حرب عام ٢٠٠٦ واستقبلوا النازحين من أبنائها فكان جزاؤهم فتح وغزو مدينة بيروت والاستيلاء عليها وقصف الجبل وأهله بالبارود والنار؟”.
وشدّدت الجبهة على أن “موقفها ليس على سبيل التخلي عن المسؤوليات الوطنية إنما هو تحذير من التحرشات الميدانية المتوقعة في حال الإنجرار إلى حربٍ موسّعة لا يريدها اللبنانيون، والتي قد تؤدي أيضاً إلى حربٍ أهلية لا قدّر الله، والدلائل على هذا الرفض كثيرة وتزداد يوماً بعد يوم، وعلى “حزب الله” و”حركة أمل” وحلفائهم التنبّه لها، ومنها على سبيل المثال لا الحصر رفضُ شعبي واسع للقيام بتأجير بيوت للنازحين في الشوف والجبل والمتن وكسروان وجبيل والبترون وزحلة وزغرتا والأرز وطرابلس وعكار وصيدا. هذا بالإضافة الى ارتفاعٍ حاد في أسعار الإيجارات حيث وصل إلى أضعافٍ مضاعفة، ناهيك عن تداول التهديدات بالحرق والهدم والإعتداء على المؤجّر عبر وسائل التواصل الإجتماعي وفي مجموعات الواتساب. وكل ذلك يحصل رغم دعوات التطمين من الوصوليّين المسيحيّين والسنّة والدروز، إذ إن الحقيقة على أرض الواقع في مكانٍ آخر”.
وخاطبت الجبهة اللبنانيين:” اعتبروا وفكروا جيداً، ولا تنسوا أن هذا ما جنت به على نفسها براقش”.
ودعت المجتمع الدولي إلى “التنبه لما يحصل من خروق متزايدة في جنوب لبنان وشمال إسرائيل لقرار مجلس الأمن الدولي ١٧٠١”، وأكدت ان “الحل المؤكد والمستدام هو تطبيق القرار المذكور تحت البند السابع في انتظار تبلوُر خطة سلام دائم وشامل”.