الجاذبية الاقتصادية للإمارات

كتبت د. نضال الطنيجي, في البيان:
شهدت السنوات الأخيرة ظاهرة اقتصادية جديدة ونادرة، حيث بدأ كبار المليارديرات من الدول الأوروبية، ومن أمريكا أيضاً، في الانتقال إلى الإمارات، للعيش والاستثمار، هذه الحالة لم تتكرر سابقاً في أي دولة خارج العالم غير الأوروبي، بل على العكس، كان ينتقل الأغنياء والأثرياء للعيش في أوروبا وأمريكا، بعد أن يكونوا قد جمعوا ثروات ضخمة.
هذه الظاهرة تستحق الاهتمام، لأنها تنبئ عن معجزة اقتصادية وإنسانية واجتماعية، أو بالأحرى، يمكن أن نقول إنها معجزة حضارية نجحت قيادة الإمارات الحكيمة في بنائها وترسيخها نموذجاً عالمياً رائداً ونادراً في الوقت نفسه.
الجاذبية الاقتصادية للإمارات تنبع من رؤية سياسية شاملة تقوم على الانفتاح الاقتصادي، وإتاحة الفرص، وتقليل الأعباء المالية على المستثمرين، سواء الجمارك أم الضرائب، وفتح الآفاق أمامهم، وتوفير إدارة حكومية، وبنية قانونية مرنة ومواكبة لتطورات العصر، تحقق العدالة والشفافية والسهولة واليسر في العمل الاقتصادي.
ولكن هذا هو نصف الحقيقة، والنصف الآخر هو نجاح الإمارات في بناء نموذج إنساني اجتماعي يحقق التسامح والتعايش في ظل حالة من الأمن تبهر القادمين إليها، خصوصاً من العالم الغربي من أوروبا وأمريكا،.
حيث تنتشر على وسائل الإعلام مقاطع فيديو لمشاهير يتركون ممتلكاتهم على طاولات المقاهي والمطاعم، وسط ممرات المراكز التجارية الكبرى، ويذهبون بعيداً ويقضون ساعات يراقبون ما تركوه، والمبهر بالنسبة لهم أنه لا أحد يلتفت ولا أحد يأخذها، ويعبرون عن ذلك أنها حالة من الأمن والأمان لا يعرفونها ولم يعيشوها ولم يمروا بها في حياتهم من قبل.
نجاح الإمارات في بناء هذا النموذج الحضاري المتكامل يدفعها إلى الانطلاقات الجديدة بأن تستقطب أجيال المستقبل، وأن تكون هي المنطلق والقاعدة لرواد الأعمال الذين سيقودون الاقتصاد العالمي في المستقبل.
فقد أطلق صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، حملة وطنية جديدة بعنوان «الإمارات عاصمة ريادة الأعمال في العالم»، هذه الحملة تمثل منصة تهدف لإتاحة الدعم الريادي مجاناً لرواد الأعمال من الشباب، وتشمل إنشاء مركز يضم مساحات وتدريباً متنوعاً لرواد الأعمال في الإمارات، وتدريب الكوادر الإماراتية، وربطهم مع شركات ناشئة، حيث سيتم استقطاب ودعم نحو 10 آلاف رائد أعمال في الإمارات، ما يتيح نحو 30 ألف فرصة عمل خلال الـ5 سنوات المقبلة.