حسين زلغوط .
خاص رأي سياسي ..
تتقاطع المعلومات المستقاة من اكثر من جهة سياسية بان “اللقاء الخماسي “الذي يضم ممثلين عن فرنسا والسعودية وقطر ومصر والولايات المتحدة سيعود ليجتمع بعد عيد الفطر لاستكمال البحث في الملف اللبناني من مختلف زواياه وعلى وجه الخصوص الاستحقاق الرئاسي.
واذا كان الاجتماع الاخير الذي عقد بهذا الشأن قد انتهى على زعل بين باريس والرياض التي رفضت الدخول في مسألة الاسماء قبل ما تعتبره ضرورة الإجابة على بعض الإسئلة ،والهواجس، والضمانات، فان ما طرأ من متغيرات على المشهد الاقليمي بعد هذا الاجتماع لا سيما لجهة الانفتاح السعودي على سوريا وحرص المملكة على طي بعض الخلافات مع جهات متعددة في المنطقة والتي كان اخرها ما يحكى عن زيارة مرتقبة لوفد من حركة”حماس” الى السعودية بعد قطيعة امتدت لسنوات، يؤكد بأن المملكة بدأت تتبع سياسة “اللين” على عكس الفترة السابقة التي اختارت فيها سياسة “الابواب المقفلة” حيال بعض الدول والجهات ، وهي لأجل ذلك ربما تقبل هذه المرة الخوض في لعبة الاسماء الا انها ما تزال على موقفها من ترشيح رئيس “تيار المردة” سليمان فرنجية وان بوتيرة أقل.
ووفق مصادر نيابية ان الملف اللبناني هو في متن التفاهم الذي حصل بين طهران الرياض، غير ان فتح الملف السوري السعودي وسرعة تذليل العقبات على خطه وبلوغ مرحلة متقدمة في التقارب بين الجهتين قد جعل الملف اللبناني يتراجع خطوات قليلة الى الوراء حيث يفضل المعنيين الاوائل في خارطة التفاهمات التي تنسج الانتهاء من الملفات الاكثر سخونة اولا كالملف اليمني والملف السوري من دون ان يعني ذلك ان لبنان ليس اولويه بالنسبة لهم.
وفي اعتقاد المصادر ان هناك توجها ورغبة بأن يكون للبنان رئيس قبل حزيران المقبل حيث ان هناك ملفات داخلية تفرض ذلك من بينها لا بل ابرزها نهاية ولاية حاكم مصرف لبنان رياض سلامة حيث ان العرف في لبنان يحتم ان يكون الحاكم من حصة رئيس الجمهورية وكذلك قائد الجيش ورئيس مجلس القضاء الاعلى والدليل ان هؤلاء الثلاثة يقسمون اليمين امام رئيس الجمهورية لا امام اي جهة اخرى، وفي حال تعذر ذلك فإننا سنكون امام تمديد لعمر الشغور الرئاسي لأشهر اضافية كون ان التسوية تكون بحاجة الى مزيد من الوقت لكي تنضج.
وتجزم المصادر بأن “الثنائي الشيعي” ابلغ من يعنيهما الامر بأنه يتمسك بترشيح فرنجية حتى النفس الاخير ، وانما ليس في وارد القبول بتكرار تجربة ميشال سليمان الذي بدأ عهده بثلاثية الشعب والجيش والمقاومة وسرعان ما انحرف عن هذا المسار ليرفع شعار “المعادلة الخشبية” ، فـ”حزب الله” في رأي المصادر يعتبر ان الانتخابات الرئاسية هي مصيرية بالنسبة له وهو لا غير افضل من فرنجية لحماية ظهر المقاومة، فالحزب الذي رفض اعطائه بالحديد والنار لن يعطيه بالسلم ، لا بل اكثر من ذلك لن يعطيه في مرحلة يعتبر فيها ان موازين القوى في المنطقة تتغير لصالحه.
وعندما تسأل المصادر عن كيفية معالجة مسألة النائب جبران باسيل الرافض لهذا الامر تقول: صحيح ان عقدة باسيل مؤثرة في هذا المجال لكن في السياسة وكما هو معلوم ليس هناك ثابت فالامور تتحرك وفق الظروف والمعطيات ، والدليل قبول تكتل “لبنان القوي” حضور الجلسة التشريعية التي ستعقد غدا الثلاثاء والتي ستنتهي الى التمديد للمجالس البلدية ، مشيرة الى ان هناك مساع جدية تجري على خط تخفيف الاحتقان بين “الحزب” و”التيار” وان كان ذلك يحتاج الى بعض الوقت .
اما بخصوص”القوات اللبنانية” تؤكد المصادر انه لا يوجد اسهل من فكفكة عقدتها، ففي الوقت الذي تقول فيه السعودية نعم لانتخاب فرنجية فان القبول في حضور جلسة الانتخاب سيأتي من معراب اسرع من البرق، وسيؤمن النصاب بمعزل عما سيكتب في الورقة التي سيرميها اعضاء تكتل”الجمهورية القوية” في صندوقة الاقتراع.
وتختم المصادر التأكيد على ان الايام التي ستعقب عيد الفطر السعيد ستكون حبلى بالمشاورات الداخلية والخارجية وان تبيان الخيط الاسود من الخيط الابيض رئاسيا لن يطول انتظاره فالمنطقة قادمة على مرحلة من التفاهمات التي تخلق بدورها مناخات من الاستقرار الذي يساهم في معالجة الكثير من الملفات والاستحقاقات.