“التيار” وحرب “تهشيم” فرنجية في موسكو وعواصم القرار
كتب الان سركيس في “نداء الوطن”:
يتّبع رئيس «التيار الوطني الحرّ» النائب جبران باسيل إستراتيجية «أفضل طريقة للدفاع هي الهجوم»، فهو لا يزال يعتبر أن حظوظه الرئاسية موجودة لأن لبنان بلد المفاجآت، ومن كان يقول أن العماد ميشال عون سيصبح رئيساً للجمهورية؟
تصلح نظرية باسيل كثيراً في السياسة اللبنانية، لكن وصوله للرئاسة يحتاج إلى أعجوبة لأن بعض حلفائه في المحور يخوضون معركة عدم انتخابه رئيساً للجمهورية قبل الخصوم، لكن الرجل يقوم بفرض نفسه على أكمل وجه وينتظر حتى الساعة الأخيرة.
وفي السياق، فإن باسيل لا يستطيع ان يرى مارونياً غيره يتربّع على عرش الرئاسة، فكيف الحال إذا كان المرشّح هو رئيس تيار «المرده» سليمان فرنجية الذي لم تنجح كل محاولات «حزب الله» حتى الساعة بإبرام اتفاق رئاسي بينه وبين باسيل.
وفي معركة الهجوم على منافسيه الموارنة، يعتبر باسيل أن رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع لن يطرح نفسه مرشحاً، بينما يخوض فرنجية معركة رئاسية، لذلك فإن باسيل يريد أن يضمن ترشيح فريقه له لا أن يكون لديه شريك مضارب هو فرنجية. ومن ضمن إطار الإستراتيجية «الباسيلية»، علمت «نداء الوطن» أن مستشار رئيس الجمهورية النائب السابق أمل أبو زيد، والذي فضّله باسيل على النائب الراسب زياد أسود في جزين، قام بزيارة منذ حوالى أسبوعين إلى العاصمة الروسية، وعقد سلسلة لقاءات بعيدة عن الإعلام مع مسؤولين روس تناولت الأوضاع اللبنانية.
صحيح أن لأبو زيد علاقات مع الروس يحرص على تطويرها خصوصاً وأنه يطمح حالياً حسب المعلومات لتسلّم حقيبة وزارية ربما تكون وزارة الخارجية والمغتربين في آخر حكومة عهد عون، إلا أن الملف الرئاسي كان حاضراً بقوة، وحاول أبو زيد أن يقنع الروس أن لا حظوظ لفرنجية في الوصول إلى الرئاسة وأنه لا يتمتع بالمواصفات المطلوبة، والأهم من هذا كله فقد قدّم شرحاً للروس يتضمن عدم نيل فرنجية الغطاء المسيحي لأن حزب «القوات اللبنانية» ليس معه وتكتل «التيار الوطني الحرّ» لا يدعمه، وبالتالي فإن أبو زيد حاول الإيحاء للروس بأن دعمهم لفرنجية إن حصل سيكون ضدّ أغلبية الرأي العام المسيحي الذي أسقط فرنجية نيابياً في الإنتخابات الأخيرة ولم يحصل إلا على مقعد واحد لنجله طوني في زغرتا.
ولا يقتصر النشاط العوني الذي يضرب صورة فرنجية على العاصمة الروسية التي يأمل «التيار» أن تضغط على دمشق وطهران لعدم السير بفرنجية، إذ إن معظم لقاءات باسيل أو المسؤولين العونيين مع السفراء تتناول الثغرات الموجودة عند المرشحين الموارنة، وبالتالي فإن الهجوم الدائم حسب هؤلاء أفضل من تسويق باسيل لأنهم باتوا على قناعة بأنّ صورة الأخير غير مستحبة ولم يعد بالإمكان تسويقها.
الناظر إلى السياسة اللبنانية يكتشف أنها في وادٍ بينما التسويات الكبرى والهموم الإقليمية في وادٍ آخر، لذلك فإن كل ما يحصل هو حركة في الوقت الضائع خصوصاً وأن التسويات الرئاسية الكبرى تنتظر ربع الساعة الأخير.