التيار – حزب الله… حرب الاولويات انطلقت
كتب ميشال نصر في الديار:
في بلاد يحكمها قرار اللاقرار، يصبح باب سجالات اللاتشريع في حفلات الزجل الذكوري الانثوي، مسرحية مفيدة تخدر ما بقي من شعب «نايم»، يتلقى حزمات الازمات المعيشية «بطيبة خاطر»، تملء فراغ موظفيها المضربين، الوقوف في الصف امام فرن اليوم ومحطة محروقات غدا، على وقع دخول القضايا السياسية ومشتقاتها مدار «الهدوء» النسبي بعد فورات الغليان، انتظارا لمحطة الرابع من آب وما قد تحمله معها من حوادث ومواقف دراماتيكية.
فبالنسبة للمتابعين، والى ان تحين ساعة مجالس عاشوراء وما ستحمله معها من مواقف «صادمة»من مجمع سيد الشهداء، لا زال كلام امين عام حزب الله في حلقته التلفزيونية في ذكرى اربعين الحزب، يتردد صداه في الداخل والخرج، ومحط اهتمام الاوساط الديبلوماسية، بكل محاوره، حيث يؤكد احد «المعتمدين» في بيروت ان اطلالة السيد رسمت مرحلة جديدة من مسار الحزب، عنوانها العلني الدخول الى الدولة الرسمية، وفي ذلك نقطة تحول ستحمل معها الكثير من التداعيات والاهم البصمات على الاستراتيجيات التي سيعتمدها حزب الله في مقاربته للملفات على انواعها، ومنها استحقاقي الرئاسة والحكومة وما يرتبط بهما.
واضح من سياق المواقف التي أطلقها امين عام حزب الله السيد حسن نصر الله وقبله رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل ان بقعة الخلاف بين الأصفر والبرتقالي باتت كبيرة، ان لجهة الأولويات بين الرئاسة والحكومة وان لجهة استراتيجية إدارة الملفات، حيث تربط بعض المصادر سبب «التظهير الفج» لموقف حارة حريك بمشهد شهده قصر بعبدا لم يعجب الحزب، وأن كانت بعض الجهات داخله قد ابدت تفهمها دون أن تبلعه، معتبرة انها رسالة وصلت المعنيين بها.
في كل الأحوال، يبدو أن المستجدات المتسارعة هي ما جعلت الضاحية تغير من إستراتيجيتها وفقا للمصادر، حيث كان جزم بأن لا حكومة وان الانتخابات الرئاسية في موعدها، على ان تتولى الفترة الممتدة من الانتخابات التشريعية وحتى الوصول إلى العهد الجديد ثنائية الحكومة الميقاتية – حزب الله، وفقا لاتفاق أنجز مسودته في بيروت بين باريس وحارة حريك برعاية طهران ضمانته عدم المس «بالامن القومي» للضاحية الجنوبية، قبل أن يسقط الهيكل مع دخول واشنطن على الخط وقلبها الطاولة.
لذلك تتابع المصادر بأن كلام السيد نصرالله جاء ليظهر معالم الفترة المقبلة حيث تركيز الحزب على تشكيل حكومة جديدة قادرة على «تعباية» الفراغ الرئاسي الذي بات حتميا، مبديا بين سطور كلامه استعدادا للحوار والتسوية مع الخارج حول الملفات العالقة، وفقا لمبدا مراعاة المصالح المشتركة، مظهرا ليونة لافتة، تؤكد العزم على السير في الاتفاق «المبرم» مع الفرنسيين وتطويره عبر ضم افرقاء جدد اليه.
وفي هذا الاطار تكشف المصادر انه حتى الساعة لم تظهر اي علامات او مؤشرات واضحة حول «تكتيكات « الحزب لادارة الاولويات التي حددها السيد، لجهة ضرورة قيام حكومة جديدة كباب للحل، حيث تتقاطع المعلومات المتوافرة حول عدم وجود اي تواصل بين الحزب والاطراف المعنية بالتشكيل او ضغوط تمارس، بسبب «النقزة» التي ولدتها بعض ممارسات بعبدا والسراي في ملفات تعتبرها حارة حريك خطوطا حمراء، ما طرح علامات استفهام اساسية حول ما اذا كان «الصهر» مصيبا في «لطشه» الحزب بوصفه صاحب الخيار الميقاتي .
وتشير المصادر الى ان لا زيارة لرئيس الحكومة المكلف الى القصر الجمهوري، وان الجفاء بين الاطراف سيتظهر للبنانيين جليا في احتفال الاول من اب، حيث سربت معلومات تتحدث عن خطة ميقاتية لنفخ الروح في حكومة تصريف الاعمال، عبر اعتماد «الجلسات الوزارية» سواء كانت ثنائية ام اكثر، وفقا للحاجة، رغم مخاوف السراي من عرقلة هذا المسعى للضغط على الرئيس المكلف، الذي بدا يشتم محاولات لتوريطه في مواجهة مع الشارع، اولها لغم تفجير رفع الدعم عن الخبز في وجهه والذي زمط منه «ستروبيا» بعد تدخل ابو مصطفى الذي اخذ بصدره «تسكير الموضوع».
اذا الطريق نحو تشكيل حكومة جديدة باتت مقطوعة في شكل شبه تام، خاصة اذا ما استمرت حفلات الجنون المتحكمة بادارة الملفات في «العصفورية اللبنانية»، التي تتجه وفقا للوضعية السياسية الحكومية الراهنة، الى أزمة حكم وأزمة دستورية، ما لم ينجح البرلمان في انتخاب رئيس للجمهورية قبل 31 تشرين الاول المقبل،ما قد يفرض قيادة جماعية من نوع جديد لادارة ما تبقى من دولة.
ولكن ماذا لو تدخل حزب الله وطلب الحسم؟ وهل من مونة له بعد على جنرال بعبدا وصهره؟