«التيار الوطني الحرّ» يُعلن مُرشحيه في ١٤ آذار… ومُفاجآت إنتخابيّة مناطقيّة
كتبت ابتسام شديد في صحيفة “الديار”:
اقترب المشهد الإنتخابي من نهايته لدى التيار الوطني الحر، لكنه لا يزال» متقلبا» وغير مفهوما في عدد من الدوائر، على الرغم من المسافة القصيرة التي تفصل عن موعد إعلان مرشحيه وتحالفاته في الرابع عشر من الشهر الحالي.
ووفق المعلومات، فان التيار يعدّ مفاجآت إنتخابية في بعض المناطق سوف يتم الكشف عنها في حينه، لكن ما هو ثابت حتى الآن هو الإتفاق المنجز مع الثنائي الشيعي، وقد تجاوز فيه التيار، قيادة وجمهورا، عقدة التحالف الإنتخابي مع «حركة أمل» والخلاف الحاد في السياسة مع الرئيس نبيه بري بإبرام صيغ انتخابية تضمن التحالف بين «أمل» و «التيار» في بعض المناطق على لائحة واحدة، وتقوم على الانفصال كما يقتضي التكتيك الإنتخابي في دوائر أخرى من أجل تأمين حواصل انتخابية وضمان الفوز بأكبر عدد من المرشحين.
صار واضحا ايضا، ان التيار أنجز تسويات او صفقات انتخابية في دوائر تشهد تشنجات انتخابية، فتجاوز عقدة الترشح مع «أمل» في دائرة بعلبك – الهرمل وتجرع «سم الترشح» مع ايلي الفرزلي (الذي ابتعد كثيرا في العداء للعهد والتيار) في البقاع الغربي.
حتى اللحظة لا تزال ماكينة التيار تفكك الألغام التي انفجرت في الأسابيع الماضية في عدد من الدوائر بسبب محاولة إسقاط عدد من النواب والمرشحين الحزبيين، كما حصل مع النائب ماريو عون وما جرى مع النائب حكمت ديب في بعبدا، وكاد يتكرر مع النائب زياد أسود في جزين لولا لم يلتقط الأخير الإشارة وينقض على محاولة اقصائه فارضا ترشيحه بالقوة بإعلان نفسه مرشحا بإسم التيار، وعبر سلسلة تغريدات لمّح فيها الى امكانية ترشحه ضد التيار، خصوصا ان الأخير تحسس من محاولة ترسيبه في الإنتخابات التمهيدية للتيار.
إعلان الرابع عشر من آذار، لا يعني ان التيار تجاوز الإشكاليات الكبيرة، لكنه فقط فكك عددا من «العبوات» المزروعة في طريق الترشيحات، فانتخابات ٢٠٢٢ هي الأصعب على التيار الوطني الحر في تاريخه السياسي على الإطلاق، بعد الأحداث والمتغيرات والانهيار الذي حصل في البلاد والتدهور الذي أصاب شعبيته في البيئة المسيحية.
يواجه التيار في الإنتخابات ايضا، كوكتيلا متنوعا من الناقمين عليه والخارجين من تحت عباءته الحزبية، سيكون في الخامس عشر من شهر أيار في مواجهة مع معارضين سابقين او جماعة الخط التاريخي ممن ترشحوا للإنتخابات المقبلة ويسعون لتأسيس كتلة نيابية مع مجموعات من «ثورة ١٧ تشرين».
المئة متر الأخيرة الفاصلة عن الاستحقاق النيابي هي من دون شك الأهم، ووفق المعطيات فان ماكينة التيار الإعلامية والحزبية تعمل ليل نهار لاستلحاق الوضع في سباق مع الوقت لترميم ما تيسر اصلاحه، ومن خلال طرح العناوين السياسية الجذابة.