صدى المجتمع

التهاب المفاصل لدى اليافعين يصيب مئات آلاف الأطفال في أميركا.

وفقاً لتقرير حديث صادر عن “مركز مكافحة الأمراض والوقاية منها” الأميركي (سي دي سي) Centers for Disease Control and Prevention (CDC)، يُعتقد بأن أكثر من 200 ألف طفل في الولايات المتحدة مصابون بالتهاب المفاصل.

ويمكن أن يسبب التهاب المفاصل اليفعي أعراضاً مشابهة لأعراض التهاب المفاصل لدى البالغين، بما في ذلك تصلب المفاصل والألم.

وبحسب ما توصل إليه الباحثون القائمون على تقرير “سي دي سي” الصادر حديثاً أنه من 2017 إلى 2021، شخص حوالى 220 ألف طفل في الولايات المتحدة بالتهاب المفاصل. وتباينت التقديرات السابقة لعدد حالات التهاب المفاصل لدى الأحداث على نطاق واسع، إذ تراوحت ما بين 13 ألفاً و294 ألف حالة. وتضع “مؤسسة التهاب المفاصل” The Arthritis Foundation العدد التقديري للأطفال المصابين بالتهاب المفاصل اليفعي في الولايات المتحدة أعلى من ذلك، بحدود 300 ألف حالة.

ووفقاً لبيانات “سي دي سي”، يؤثر التهاب المفاصل في ما يقارب ربع البالغين في الولايات المتحدة، أو حوالى 58.5 مليون شخص.

ووجد التقرير أن الحالة كانت أكثر شيوعاً بين الأطفال الذين تراوح أعمارهم ما بين 12 و17 سنة. وجاء انتشار التهاب المفاصل اليفعي بين الأميركيين من أصل أفريقي أو الأطفال السود غير اللاتينيين ضعف المعدل مقارنة بالأطفال البيض غير اللاتينيين.

وغالباً ما نرى التهاب المفاصل لدى الأطفال إلى جانب عدد من الحالات الأخرى، بما في ذلك القلق والاكتئاب والخمول البدني، وارتبطت الحالة كذلك بزيادة الوزن والعيش مع انعدام الأمن الغذائي.

ووفقاً لـ”مؤسسة التهاب المفاصل”، إن التهاب المفاصل اليفعي لا يقتصر على نوع مرضي واحد ولكنه مصطلح شامل لمجموعة من الحالات، ويشار إليه أيضاً باسم روماتيزم الأطفال. والأكثر شيوعاً هو التهاب المفاصل اليفعي مجهول السبب وتصلب الجلد والألم العضلي الليفي والتهاب الجلد والعضلات اليفعي. ويُعتبر التهاب المفاصل اليفعي مجهول السبب الأكثر شيوعاً بين هذه المجموعة التي يوجد منها ستة أنواع فرعية مختلفة.

ويمكن أن تختلف أعراض التهاب المفاصل لدى اليافعين اعتماداً على الحالة المحددة التي يعانيها الطفل، لكنها غالباً ما تشمل ألم المفاصل وتصلبها أو تورمها، مما يؤدي إلى صعوبة في الحركة وآلام المفاصل والتي تزداد سوءاً عندما يستيقظ الطفل أو لدى بقائه في الوضع نفسه لفترة طويلة. وتشمل بعض الأعراض الجلدية التي يمكن أن يصاب بها المريض – مثل طفح جلدي على شكل فراشة على الأنف والخدين، وبقع سميكة من الجلد وطفح جلدي أحمر متقشر، أو طفح جلدي وردي- وكذلك التهاب العين المزمن والانتفاخ والإسهال وضيق التنفس والإرهاق.

وبالنظر إلى مجموعة واسعة من الأعراض التي يمكن أن تحدث مع التهاب المفاصل اليفعي، غالباً ما يحتاج الأطفال إلى زيارة اختصاصي، مثل اختصاصي الروماتيزم، لتحديد أفضل نهج يمكن اتباعه بعد التشخيص.

وعلى رغم المعطيات السابقة، فإنه لا يوجد علاج لالتهاب المفاصل اليفعي، ولكن تتوافر العلاجات التي تساعد في شعور الأطفال بالراحة. وتركز هذه عادة على تخفيف الألم والأعراض الأخرى ومنع تلف المفاصل وتقليل الآثار الصحية طويلة المدى لالتهاب المفاصل اليفعي ووقف الالتهاب.

وتُستخدم الكورتيكوستيرويدات Corticosteroids (التي يمكن أن تساعد في تخفيف الالتهاب) في بعض الأحيان لعلاج التهاب المفاصل اليفعي، وكذلك العقاقير غير الستيروئيدية المضادة للالتهابات التي تخفف الألم.

وأشار التقرير الجديد أيضاً إلى أن إدخال مزيد من النشاط البدني وإدارة الوزن وعلاج حالات الصحة العقلية ربما تساعد بعض الأطفال المصابين بالتهاب المفاصل اليفعي، نظراً إلى أنه غالباً ما يشخص جنباً إلى جنب مع القلق أو الاكتئاب، أو بين الأطفال الذين يعانون زيادة الوزن.

ووفقاً لـ”سي دي سي”، وعلى رغم عدم وجود علاج، إلا أن بعض الأطفال المصابين بهذه الحالة يحققون الشفاء الدائم.

وبحسب “مؤسسة التهاب المفاصل”، ليس واضحاً ماذا يسبب التهاب المفاصل اليفعي، ولكن يعتقد بعض الخبراء بأنه ربما يحدث عندما يحفز فيروس ما جينات معينة. وقد تؤدي البكتيريا أو بعض العوامل الخارجية الأخرى أيضاً إلى حدوث هذه الحالة. ولا يملك الخبراء أي دليل على أن أي أطعمة أو حساسية أو سموم يمكن أن تسبب التهاب المفاصل اليفعي.

في النهاية، أشار تقرير “سي دي سي” الجديد إلى ضرورة إجراء مزيد من الدراسات لتحديد أفضل السبل لمساعدة الأطفال المصابين بالتهاب المفاصل اليفعي، نظراً إلى انتشاره في الولايات المتحدة، حيث أقر مؤلفو التحليل بأن “المعلومات قليلة” عن التهاب المفاصل لدى الأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 18 سنة.

أخبار مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى