صدى المجتمع

التمارين الرياضية تحسّن فاعلية أدوية سرطان الدم

أظهرت دراسة بريطانية أن ممارسة التمارين الرياضية المعتدلة إلى القوية يمكن أن تحسّن فاعلية علاجات سرطان الدم الليمفاوي المزمن.

وأوضح الباحثون بجامعتي برمنغهام وباث في بريطانيا أن النتائج تبشر بزيادة فاعلية العلاج بالأجسام المضادة لبعض أشكال السرطان، ونشرت النتائج، الثلاثاء، في دورية «Brain Behavior and Immunity».

وسرطان الدم الليمفاوي المزمن هو نوع من أنواع السرطان يبدأ في الخلايا المناعية التي تسمى الخلايا الليمفاوية، ويتميز بنمو غير طبيعي للخلايا الليمفاوية في الجسم.

ويتسبب هذا في تشوه وظيفة الجهاز المناعي ويؤثر على قدرته على محاربة العدوى، ويؤدي لتعب مفرط وفقدان للوزن وحمى. ويتم علاجه بالعلاج الكيميائي والإشعاعي والمناعي وزرع النخاع العظمي.

وخلال الدراسة، أراد الباحثون اختبار تأثير التمارين الرياضية على علاج سرطان الدم الليمفاوي المزمن باستخدام العلاج المناعي «ريتوكسيماب» (Rituximab).

وعمل الباحثون مع 20 شخصاً تتراوح أعمارهم بين 45 و82 عاماً، تم تشخيص إصابتهم بسرطان الدم الليمفاوي المزمن ولكنهم لم يبدأوا العلاج بعد.

وطُلب من المشاركين القيام بجولة مدتها 30 دقيقة من ركوب الدراجات متوسطة لقوية. وأُخذت عينة من دم المرضى قبل وبعد التمرين مباشرة، وعينة ثالثة بعد ساعة.

وأجرى الفريق قياساً لعدد الخلايا المناعية المضادة للسرطان التي تسمى «الخلايا القاتلة الطبيعية» المضادة للسرطان، واختبروا قدرتها على قتل الخلايا السرطانية مع وجود «ريتوكسيماب» أو من دونه.

ووجدوا أن عدد «الخلايا القاتلة الطبيعية» زاد بنسبة 254 في المائة بعد التمرين. بعد ذلك، عزل الفريق «الخلايا القاتلة الطبيعية» ووضعها على اتصال وثيق بالخلايا السرطانية لمدة ساعتين «خارج الجسم الحي» مع أو من دون العلاج بـ«ريتوكسيماب».

وعندما كان «ريتوكسيماب» موجوداً في عينة الدم، كانت الخلايا القاتلة الطبيعية أكثر فاعلية بمقدار الضعف في قتل الخلايا السرطانية في العينات التي تم جمعها مباشرة بعد التمرين مقارنة بما كانت عليه قبل ذلك.

كما وجد الباحثون أن عدد الخلايا السرطانية الموجودة في عينات الدم زاد بشكل عابر مباشرة بعد التمرين، ما يجعلها أكثر عرضة للهجوم من قبل الخلايا القاتلة الطبيعية والعلاج بالأجسام المضادة.

وقال الباحثون إن هذه الدراسة تضاف لمجموعة متزايدة من الأدلة التي تظهر أن التمارين الرياضية يمكن أن تكون مفيدة قبل وأثناء وبعد علاج السرطان.

وأضافوا أن من المعلوم أن النشاط البدني قبل العلاج وبعده يمكن أن يساعد مرضى السرطان على التكيف بشكل أفضل مع العلاج، ويساعد على التعافي وتحسّن الصحة العقلية، لكن المثير للاهتمام أن نرى أن التمارين الرياضية يمكن أن تحسن أيضاً من فاعلية العلاج.

وأشاروا إلى أن الخلايا السرطانية غالباً تحاول «الاختباء» في الجسم، ولكن يبدو أن التمارين الرياضية تعمل على نقلها لمجرى الدم، حيث تكون عرضة للعلاج بالأجسام المضادة.

أخبار مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى