رأي

التلاقي على جبهتي المواجهة

كتب حمادة فراعنة في صحيفة الدستور.

وحّد سلوك المستعمرة الإسرائيلية وهمجيتها، وتطرف حكومتها ووزراء تحالفها وأحزابهم، وبرامجهم في السيطرة والتوسع والاحتلال، وحّد معاناة الشعب الفلسطيني، ووجعه، وحفزه نحو النضال الوطني الديمقراطي التعددي بالوسائل والأساليب المتاحة، وفق الظروف السائدة المفروضة، والمعطيات المتعددة، لكل فريق، أو شريحة، أو منطقة، حيث تفرض سلطات الاحتلال معايير مختلفة في كيفية التعامل مع ديمغرافية المناطق الجغرافية، بهدف التقسيم والتمزيق، وسهولة الانقضاض على كل فريق وفصيل ومنطقة جغرافية ديمغرافية، كل على حدة.
مناطق 48، تختلف عن مناطق 67، ومناطق الضفة الفلسطينية ومدنها تختلف عن القدس، وكلتاهما الضفة والقدس تختلفان عن القطاع، وهكذا.
التلاقي بين الأطراف الفلسطينية، صعبة بسبب فرض الحكم العسكري على مناطق 48، والاحتلال العسكري لمناطق 67، وقطاع غزة يواجه مصيبة وكارثة وإبادة جماعية، وتطهيرا عرقيا غير مسبوق بهذه الشراسة والقسوة والقتل والتدمير.
في ظل هذه الأجواء القائمة، تزداد سوءاً وانحدارا وتخلفاً على المستوى الفلسطيني، وغياب الوعي لدى الجميع، ولا أستثني أحداً بسبب: 1- الانقسام بين فتح وحماس ولا يزال، ولم تشكل حرب المستعمرة الشرسة على قطاع غزة، أي حافز لدى طرفي الانقسام فتح وحماس، ما يمكن أن يُبشر بإنهاء هذا المرض الأناني الذاتي الحزبي الضيق بين الطرفين، 2- الانقسام بين كتلتي الكنيست الفلسطينيتين: أ- الجبهة الديمقراطية والحركة العربية للتغيير من طرف، ب-والحركة الاسلامية من طرف آخر، بعد أن تمكنوا من تشكيل القائمة المشتركة بينهما في دورتي انتخابات الكنيست 2013، 2015، وحصلوا مجتمعين على 15 مقعداً من تصويت 65 بالمئة من أصوات الفلسطينيين الذين وصلوا إلى صناديق الاقتراع أبناء الكرمل والجليل والمثلث والنقب ومدن الساحل المختلطة، وتراجعوا بعد الانقسام لدى القائمة المشتركة إلى عشرة مقاعد فقط، لكل منهما خمسة مقاعد.
اللقاء الذي جمع بين الحزب الشيوعي والجبهة الديمقراطية من مناطق 48، مع حزب الشعب الفلسطيني من مناطق 67، في رام الله يوم 5/7/2024، ضم قيادات القوى السياسية للأحزاب الثلاثة من الطرفين: 1- عادل عامر أمين عام الحزب الشيوعي، 2- عصام مخول رئيس الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة، 3- أعضاء الكنيست أيمن عودة، عايدة توما ويوسف العطاونة، 4- أمجد شبيطة سكرتير الجبهة، 5- ريم حزان رئيس لجنة العلاقات الخارجية، وضم من قيادات حزب الشعب الفلسطيني الأمين العام بسام الصالحي وأعضاء المكتب السياسي واللجنة المركزية.
اللقاء في حد ذاته بين طرفي الشعب الفلسطيني الواحد في وطنهم، وممثلين عنه من منطقتي 48 و67، لهو ضرورة ومهم ويكسر حواجز التمزق والانقسام الذي يفرضه الاحتلال ومشروعه الاستعماري التوسعي، إضافة إلى الاهتمام من قبل الطرفين بالعناوين الحيوية ذات الأولوية والاهتمام المشترك:
1 – المخاطر التي تتعرض لها القضية الفلسطينية والتحديات الراهنة في ظل العدوان، وسياسات حكومة الاحتلال الإسرائيلي الفاشية، ومساعيها مع الإدارة الأميركية لتصفية القضية والحقوق الفلسطينية.
2 – بذل الجهود الجماعية وتكثيف النضال المشترك لوقف الحرب كأولوية عاجلة في الحالة الراهنة.
3 – فك الحصار عن قطاع غزة، وفتح معابره وتأمين احتياجاته، وعودة النازحين، والانسحاب الكامل من القطاع، ولجم كل جرائم المستعمرة في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
4 – الاتفاق على مواصلة التحرك، وتكثيف النضال المشترك لتوسيع وتصعيد كل أشكال التضامن مع الشعب الفلسطيني على كافة المستويات، وفضح الرواية الصهيونية للاحتلال وإعلامه المضلل.

أخبار مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى