أبرزرأي

التفاهم العربي انقذ سوريا من التصويت

تيريز القسيس صعب.

خاص رأي سياسي ..

قبل عشرة أيام تقريباً من موعد انعقاد القمة العربية في التاسع عشر من الجاري في الرياض، توصل وزراء خارجية جامعة الدول العربية في اجتماعهم التشاوري الذي عقد يومي السبت والأحد الماضيين من كسر العزلة العربية التي فرضت على سوريا منذ تعليق عضويتها في الاجتماعات العربية في العام ٢٠١١.

القرار العربي جاء بعد مخاض طويل، وسلسلة من الاتصالات المكثفة، والزيارات السرية والمعلنة إلى سوريا، قادتها السعودية والامارات مع عدد من الدول العربية الرافضة للعودة قبل تنفيذ التزاماتها ووعودها بالحل السياسي، والتي تفاوتت بين المؤيد، والمعارض، والمتحفظ…

فالاجتماع التشاوري المغلق الذي نجح في إعادة سوريا إلى ملئ مقعدها في الجامعة العربية شهد مناقشات من قبل بعض الورزاء في بعض الأحيان ، لاسيما الذين يعتبرون انه من المبكرعودة سوريا الى الجامعة .

فعلى سبيل التوضيح، ابدى وزير الخارجية القطري تحفظا ورفضا لهذه العودة ما لم تتضح صورة الحل السياسي، والتزام دمشق بتنفيذ الورقة السياسية، وجارته في ذلك اليمن، في حين ان مصر الأردن والكويت لم يبدوا رغبتهم في العودة، لكنهم لم يعترضوا على قرار العودة.

وكشف مصدر ديبلوماسي في القاهرة شارك في نقاشات الوزراء لموقع “رأي سياسي” ،ان قرار العودة جاء بناء لرغبة من دول عربية اقليمية بحيث ان قرار العودة لم يطرح على التصويت، ولا برفع الايدي، بل صدر بعد تفاهم بين الدول الاعضاء، وتعهد من الدول الممانعة بعدم الاعتراض على العودة، وهذا الامر يتناقض مع النظام الداخلي لجامعة الدول العربية.

وقال المصدر:”عندما تلى الأمين العام احمد ابو الغيط قرارالعودة لم يعلو التصفيق في القاعدة من قبل وزراء الخارجية بإستثناء تصفيق خجول لبعض الوزراء، كرفع عتب لا أكثر ولا أقل”.

الا ان المرجع الديبلوماسي الذي رفض ذكر اسمه، أشار إلى أن قرار العودة كان واجبا عربيا للم الشمل وتوحيد الصف العربي قبيل القمة المرتقبة في السعودية، بعدما شهدت الساحة الإقليمية تطورات مهمة ومتغيرات سريعة اثرالاتفاق السعودي الايراني برعاية الصين.

وراى أن “احداثا لافتة كانت دافعاً اضافيا للقبول باعادة مشروطة لسوريا، بدءا من المفاوضات الامنية السرية بين الرياض ودمشق وزيارات عدد من وزراء خارجية بعض الدول العربية ، اضافة الى زيارة وزير الخارجية السوري فيصل المقداد إلى السعودية والجزائر ومصر.”

كذلك عقد وزراء خارجية كل من الأردن، السعودية، العراق، مصر وسوريا اجتماعاً تشاورياً في عمان  للبحث في عودة سوريا الى الجامعة العربية، كما عودة اللاجئين السوريين من دول الجوار.

وفي نيسان الماضي، عقد مجلس التعاون الخليجي اجتماعا في السعودية، في حضور مصر، العراق والأردن، وبحث في عودة سوريا إلى الجامعة.

مشاركة الأسد

المصدر وردا على سؤال لموقعنا حول مشاركة الأسد في القمة المرتقبة، اعتبر “أنه منذ صدور قرار العودة فإن اي حضور لسوريا في اجتماع او لقاء عربي بات أمرا محسوما. الا ان مشاركة الأسد في قمة الرياض يعود للدولة السورية، وهي وحدها المخوّلة اتخاذ القرار في كيفية التمثيل.

وأكد المصدر ان الرياض الحريصة على لملمة التشرذم العربي، وتوحيد الرؤية لمواجهة الأخطار التي تحدق في منطقة الشرق الاوسط ، تريد من هذه القمة ان تكون قمة المصالحات العربية الفاعلة، وقمة الوحدة العربية القوية.

امتعاض خارجي

ولم يكن صدى ووقع  قرار الجامعة العربية حول إعادة سوريا مؤيدا ومشجعا لدى الدول الغربية. فالخارجية الاميركية أعلنت “ان سوريا لا تستحق العودة في هذه المرحلة، وشككت في رغبة رئيس النظام في حل الأزمة الناجمة عن الحرب الأهلية في بلاده.”

في حين رأى مصدر ديبلوماسي في باريسئ، ان هذه العودة منقولة اذا لم تلتزم بالورقة السياسية المطلوبة….

الموقف الأوروبي جاء وضحاً: “نتطلع إلى هذا الموضوع من إطار التعهد او الالتزام الحقيقي للنظام في سوريا على تنفيذ ما طلب منه دون مراوغة في إطار حل سياسي وورقة واضحة”….

أخبار مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى