التضخم في لبنان يعاود التحليق عقب خفض قيمة الليرة 90%
أدى أول تخفيض رسمي لقيمة العملة اللبنانية في ربع قرن إلى قفزة أسعار المستهلكين في مارس، إذ تجاوز تضخم المواد الغذائية والمشروبات 350%، على أساس سنوي، في الوقت الذي تكافح فيه الحكومة لاحتواء الانهيار الذي تشهده العملة الأسوأ أداءً في العالم هذا العام، بحسب بلومبرغ .
القرار المتخَذ في فبراير، الذي نتج عنه خفض سعر صرف الليرة بنحو 90%، أنهى الهدوء النسبي لارتفاع التكاليف العام الماضي في لبنان، الذي انهار اقتصاده إلى درجة أن الحكومة أُجبرت على التخلُّف عن سداد ديون دولية بقيمة 30 مليار دولار عام 2020.
بدأ معدل التضخم بالارتفاع في بشكلٍ ملموس في فبراير حتى قفز بنحو 264% في مارس على أساس سنوي، أي أكثر من الضعف منذ نهاية العام الماضي، وفقاً للبيانات الصادرة عن الإدارة المركزية الرسمية للإحصاء اليوم الثلاثاء.
وُصفت الأزمة المالية التي يشهدها لبنان بإحدى أسوأ الأزمات على مستوى العالم منذ منتصف القرن التاسع عشر، إذ دفعت ثلاثة أرباع سكان البلاد إلى حافة الفقر، فيما قضى مزيج من التضخم ثلاثي الأرقام وانهيار العملة على مدخرات الناس.
تضخم الأسعار قفز مرّةً أُخرى إلى مستوياتٍ شوهدت لآخر مرة في أعقاب الحرب الأهلية قبل ثلاثة عقود، مع انخفاض سعر الليرة اللبنانية بشكلٍ حادّ في السوق السوداء.