اقتصاد ومال

التضخم في أوروبا يرهق ميزانيات الأسر في الوجهات السياحية.

عانى ثلاثة أرباع المصطافين البريطانيين الذين سافروا إلى الخارج العام الماضي من ميزانيتهم المرهقة بالتضخم بمعدل 38 في المئة، مما يؤكد تأثير الغلاء على الوجهات الصيفية.

وبرزت الكلفة المرتفعة للوجبات والمشروبات كعامل رئيس في الإنفاق المفرط، وفقاً لبحث أجراه مزود الصرف الأجنبي “بوست أوفيس ترافيل موني”.

وبحسب البحث أنفق تسعة من كل 10 آباء شملهم الاستطلاع ما متوسطه 310 جنيهات استرلينية (398.5 دولار) على تناول الطعام والشراب بالخارج أو شرائه من المتاجر على مدار أسبوع، بعد أن كانوا قد خصصوا 145 جنيهاً استرلينياً (186.4 دولار).

ارتفاعات ملحوظة

وبلغ متوسط الإنفاق على مشاهدة المعالم السياحية 87 جنيهاً استرلينياً (111.8 دولار)، في حين ارتفع الإنفاق على هدايا أطفالهم بنسبة 35 في المئة مقارنة بآخر إجازتهم في الخارج.

وقالت محللة “بوست أوفيس ترافيل موني”، لورا بلونكيت لصحيفة “فايننشال تايمز”، “على رغم ارتفاع الجنيه الاسترليني في عام 2023 مقابل العملات الأوروبية، فإن التضخم أثر على الأسعار المحلية في الخارج تماماً كما حدث في المملكة المتحدة، وهذا يعني أن العائلات يجب أن تتوقع دفع المزيد مقابل الوجبات والمشروبات والمواد السياحية الأخرى في معظم المنتجعات”.

ومن خلال مسح تكاليف 16 وجهة أوروبية مختلفة، إذ تستعد المدارس في إنجلترا للإغلاق استقبالاً للعطلة الصيفية، قال الباحثون، إن 15 من هذه الأماكن شهدت ارتفاعاً في الأسعار، لكن أكبر الارتفاعات كانت في تركيا وبلغاريا، وهما من الأماكن التي ظلت أرخص بشكل عام.

وتضاعفت التكاليف في مرماريس منذ العام الماضي بسبب التضخم في تركيا -الذي بلغ 38 في المئة على أساس سنوي في العام حتى يونيو (حزيران) الماضي- وتأثير الاقتصاد المتقلب، لكن الباحثين قدروا أن انخفاضاً بنسبة 64 في المئة على أساس سنوي في قيمة الليرة التركية يترجم إلى زيادة متواضعة بنسبة 33 في المئة في التكاليف على المصطافين البريطانيين بمجرد تحويل الأسعار المحلية إلى الجنيه الاسترليني.

وجهات سياحية باهظة الكلفة

كانت وجهات مثل إيبيزا ولانزاروت في إسبانيا وبوريك في كرواتيا وكريت اليونانية، من بين قائمة أغلى المواقع السياحية في أوروبا، إذ يتحمل المسافرون اليوم كلفة معيشة يومية أكبر بنحو 56 في المئة في إيبيزا مقارنة بما كانت عليه الأسعار العام الماضي.

وتتبع التحليل أسعار 12 صنفاً، من وجبة عائلية مكونة من ثلاثة أطباق، ومشروبات كحولية غازية، وصولاً إلى الآيس كريم، وإيجار كرسي استلقاء التشمس على البحر.

وتم إجراء البحث مع مجموعة السفر “توي”. وقال المدير التجاري في المجموعة المتخصص بمنطقتي المملكة المتحدة وإيرلندا، ريتشارد سوفير، إن الطلب ظل قوياً على الباقات الشاملة كلياً، فضلاً عن خيارات الخدمة الذاتية التي تمنح العملاء فرصة لتحقيق وفورات في التكاليف”.

وأضاف “نرى أيضاً أن بعض العملاء يقلصون إجازتهم بشكل طفيف، مثل تقليل مدة الإجازة من 14 ليلة إلى سبع أو 10 أو 11 ليلة”.

ومع عودة مستويات السفر الجوي للرحلات الداخلية والقصيرة تقريباً إلى مستويات ما قبل أزمة وباء كورونا، تشير بيانات الاتحاد الدولي للسفر الجوي (آياتا) إلى أن الرحلات الطويلة في أوروبا وأميركا تظل عند مستوى نسبة 87 في المئة من المستوى الذي كانت عليه في عام 2019 قبل أزمة وباء كورونا، ذلك في مقابل أن طيران الرحلات القصيرة قد يصل بالفعل هذا العام إلى نسبة 95 في المئة من مستويات السفر في عام 2019.

أخبار مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى