خاصأبرزرأي

التحرك الدبلوماسي لوقف العدوان الإسرائيلي في حلقة مفرغة

حسين زلغوط
خاص – رأي سياسي:

في الوقت الذي يواصل فيه العدو الاسرائيلي عدوانه الهمجي والمدمر على لبنان، وتدور معارك عنيفة بين جنوده ومقاتلي “حزب الله” الذين تمكنوا حتى الآن من الوقوف سدّاً منيعاً أمام الكثير من المحاولات الاسرائيلية لتحقيق اي انجاز ولو بسيط على مستوى الدخول البري، تحاول فرنسا والأردن ودول أخرى من خلال إيفاد وزراء خارجية هذه الدول الى لبنان بحثاً عن صيغة ما توقف هذه الحرب، غير ان كل المحاولات الدبلوماسية التي جرت الى الآن لم تعطي أية اشارة يمكن من خلالها التفاؤل بامكانية التوصل الى تسوية ما.
لماذا افق الحل مسدود الى الان؟
اولا: لأن العدو الاسرائيلي يؤكد على لسان قياداته انه غير معني بكل ما يجري من محاولات لوقف اطلاق النار في الوقت الحاضر، كونه يراهن على تحقيق انجاز واضح خاصة ان ضربه لقيادة “حزب الله ” لم ينعكس على جهوزية الحزب في المواجهات البرية الحدودية.
ثانيا: العنصر الأساسي في تحريك الوضع الدبلوماسي جديا هو الولايات المتحدة الامريكية التي ما زالت تناور الى الآن، وما زالت لا تمارس اي ضغط جدي وفعال على بنيامين نتنياهو والقيادة المتطرفة في الكيان الاسرائيلي.
وفي هذا المجال لابد من الاشارة الى ان المحاولات الفرنسية وغيرها التي حصلت حتى الساعة لم تؤدي الى فتح كوة ولو بمقدار قيد أنملة في الجدار الذي يحول دون سلوك طريق الحل الدبلوماسي، وها هو رئيس حكومة العدو الاسرائيلي تطاول وبشكل سافر على الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون من دون أن يكون هناك رد فعل قوي من قصر الاليزيه، بل على العكس فان الرئيس ماكرون لم يستطع الخروج من دائرة الموقف الامريكي بالتأكيد على الدفاع عن أمن اسرائيل.
ثالثا: غياب أي ضغط دولي آخر او حراك عربي حقيقي وجدي من اجل تفعيل العمل الدبلوماسي الضاغط لوقف الحرب، إذ ان ما تعرض ويتعرض له لبنان لم يحفز او يجعل جامعة الدول العربية ان تقوم باي تحرك ولو على مستوى رفع الصوت.
رابعا :بعد ضرب قيادات “حزب الله “توجه الحزب بكل قوة الى الميدان وهو يدرك تماما ان التفاوض الدبلوماسي غير موجود في قاموس العدو الاسرائيلي، وانه في الوقت نفسه لا ولن يقدم اي تنازلات لتحقيق وقف اطلاق النار، وبالتالي فانه متأكد بان الميدان هو الذي يحدد مسار الامور. لذلك فهو ماض في ما قام ويقوم به أكان على الحدود ام على صعيد إمطار المواقع والمدن والمستوطنات الاسرائيلية بالصواريخ.
أما على المستوى السياسي الرسمي فان الحكومة اكدت قبل وبعد العدوان الاخير ضرورة وقف اطلاق النار، والالتزام بالبيان الامريكي والفرنسي والغربي والعربي الأخير، والالتزام ايضا بالقرار 1701 بعد التأكيد على انها مستمرة في جهودها من خلال الاتصالات التي يجريها رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي في هذا المجال مع نظرائه في أكثر من دولة لها تأثيرها على الواقع الذي تعيشه المنطقة في الوقت الراهن، غير أن الرئيس ميقاتي لم يلمس وفق ما نقل زوار السراي أي تدخل جدي وفعّال لوقف العدوان، لا بل ان بعض الدول ربما تتريث في طرح اي صيغة حل بانتظار تبيان مسار رياح هذه الحرب.
وبصريح العبارة فانه في ظل التعنت الاسرائيلي، وفي ظل الضوء الأخضر الاميركي المعطى لتل ابيب للاستمرار في الحرب وغياب اي دور جدي للبيت الابيض لوقف العدوان، فان كل ما يحصل من حركة موفدين الى لبنان لن يكون لها اي نتيجة، وما دام الأمر كذلك فان كلمة الفصل ستكون للميدان الذي عادة ما يكون سببا في تغيير المعادلات، وجلب المتحاربين الى طاولة التفاوض توصلا للحل الدبلوماسي.

أخبار مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى