أبرزرأي

التجاذبات السياسية تسقط كل الخيارات حول استحقاق قيادة الجيش

كتب حسين زلغوط خاص رأي سياسي

يبدو ان التجاذبات السياسية بدأت تطال شظاياها المؤسسة العسكرية ، سيما وان الكباش بين الفريقين المؤيد تأخير تسريح قائد الجيش العماد جوزف عون والمعارض بشدة له يتوقع ان يرتفع منسوبه في الايام المقبلة ، خصوصا وان كل الخيارات التي طرحت لتجنب الوقوع في الفراغ بداية العام المقبل سقطت، من دون ان يكون هناك في الأفق أي معطى يشير الى إمكانية التلاقي على مخرج يلقى قبولا من الأفرقاء المعنين ، علما ان مسألة تأجيل تسريح قائد الجيش العماد عون كانت الخيار الأوفر حظا .

وفي دلالة واضحة على جنوح هذا الإستحقاق الذي لا يقل أهمية في هذا الظرف عن إنتخاب رئيس ، هو ما كتبه مدير عام “الأمن العام السابق” اللواء عباس إبراهيم، في منشور على حسابه عبر “منصّة” إكس: “الاستنزاف المعنوي الذي تتعرض له المُؤسسة في سوق “عُكاظ السياسة” هدفه تدمير آخر ما تبقى من هياكل الدولة”.وأضاف: “أياً يكن القرار بشأن مستقبل قيادتها فالمطلوب سحب النقاش العلني من التداول صوناً لآخر ما تبقى من هياكل الدولة ومعنويات العسكريين”.

غير ان هذا التحذير للواء ابراهيم إبن المؤسسة العسكرية والذي يعرف تماما خطورة إدخالها في مدار التجاذبات السياسية لم يلق أذاناً صاغية عند الفرقاء الأساسيين المعنيين بهذا الإستحقاق، حيث أكّد رئيس حزب “القوّات اللبنانيّة” سمير جعجع من معراب، أن “رئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل يريد التخلّص من قائد الجيش العماد جوزيف عون لاعتبارين: الاول أن الأخير تمكن من بناء كيان للمؤسسة العسكريّة ومنعه من التدخل فيها خصوصاً لناحية التشكيلات، وأدارها كما يجب، ولا سيّما أن لا خلاف سياسي بين الرجلين، باعتبار أن عون لا يتدخل في الشؤون السياسيّة ولم يطلق يوماً مواقف سياسيّة، بينما الاعتبار الثاني يكمن في أن باسيل يخاف من قائد الجيش على خلفية أن “العونيين” يسمعون له ومن الممكن إذا استمر في موقعه وبعدها في غيره، أن يشكّل منافساً جدياً وقوياً له”.في مقابل هذا الإتهام “القواتي ” لباسيل، أشار مصدر في تكتل “لبنان القوي” إلى أنه “لكي نحمي الجيش يجب أن نجنّبه التجاذبات الشخصيّة ويفترض لمن يرفض التمديد أن يكون لديه حجّة منطقيّة لذلك ولمن يتحمّس للتمديد أن تكون حجته منطقية وليس التعاطي بكيدية”.

وقال مصدر وزاري لموقع “رأي سياسي” ان ملف قيادة الجيش مع إقتراب إنتهاء ولاية القائد الحالي متشعب ومعقد، في ظل حكومة تصريف الأعمال، وفي ظل رفض الرئيس نبيه بري تحديد جلسة عامة ببند وحيد ، كاشفا عن ان رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي كان في وارد تحديد جلسة لمجلس الوزراء الاثنين (اليوم) للبحث عن مخرج دستوري لهذا الإستحقاق غير أنه فوجئ لدى إبلاغ الوزراء يوم الخميس الفائت برغبته هذه أن هناك عدد من الوزراء على إرتباط بمواعيد سفر، وأن هناك إستحالة بتأمين النصاب، فارتأى ترك الأمر الى الأسبوع الحالي ريثما تكون الصورة قد اكتملت أكثر.ويلفت المصدر الوزاري أن ما من خيار متقدم على خيار آخر حول هذا الاستحقاق، معتبرا أن المناخات حوله ما تزال ضبابية ، وأن مقاربة هذا الموضوع يلزمه الكثير من الحكمة والعناية الفائقة.

واذا كان قرار التمديد للقائد الحالي هو الأنسب في ظل الأوضاع المبعثرة على كل المستويات في لبنان والمنطقة، فإن “التيار الوطني الحر” ما زال يقف سداً منيعاً في وجه هذا الخيار، وهو ما لا يرفضه ضمنيا “حزب الله” الذي ما زال يقف على خاطر النائب جبران باسيل، خصوصا وأن العماد جوزاف عون بقي طيلة ولايته على مسافة واحدة من كل الأفرقاء ، ولم ينحاز الى أي طرف ، بل على العكس حافظ على الدور الفعلي المنوط بالجيش ولم يدخل في زواريب السياسة تحت أي اعتبار ، مع العلم أن اسمه من بين أوائل الأسماء المطروحة لتولي رئاسة الجمهورية.

أخبار مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى