التباطؤ يغزو سوق العمل الألمانية مع ارتفاع البطالة
شلل بالنقل العام مع إضراب عمال في ولايات عدة
أظهرت أرقام مكتب العمل الاتحادي الألماني، يوم الخميس، أن عدد العاطلين عن العمل في ألمانيا ازداد أكثر من المتوقع في فبراير (شباط)، حيث أثر التباطؤ في أكبر اقتصاد في أوروبا في سوق العمل.
وقال المكتب إن عدد العاطلين عن العمل ارتفع بمقدار 11 ألفاً على أساس معدل موسمي إلى 2.713 مليون شخص. وكان محللون استطلعت «رويترز» آراءهم توقّعوا ارتفاع عدد العاطلين بنحو 7 آلاف فقط. وظلّ معدل البطالة المعدل موسمياً مستقرّاً عند 5.9 في المائة.
وقالت رئيسة مكتب العمل، أندريا ناليس، إن «البيئة الاقتصادية الضعيفة تضعف سوق العمل القوية بشكل عام». وكان هناك 706 آلاف فرصة عمل مسجلة لدى المكتب في فبراير، أي أقل بمقدار 72 ألفاً عن العام الماضي.
وحذّرت الحكومة من أن الزخم في سوق العمل الألمانية قد تضاءل وسيظل منخفضاً في الأشهر القليلة الأولى من عام 2024. كما خفّضت توقعاتها للنمو الاقتصادي لهذا العام إلى 0.2 في المائة من 1.3 في المائة سابقاً.
وفي دليل على الأزمة، ذكرت تقارير صحافية أن مجموعة الصناعات المعدنية الألمانية «تيسنكروب» تستعد لعملية هيكلة شاملة لقطاع صناعة الصلب، مما يمكن أن يؤدي إلى خفض إجمالي عدد العاملين فيه إلى 27 ألف عامل.
وذكرت صحيفة «هاندلسبلات» الألمانية أن المجموعة تدرس أيضاً غلق أحد أفران الصلب، ومصنعين لدرفلة الصلب.
ونقلت «بلومبرغ» للأنباء عن الصحيفة القول إن الخطة يمكن أن تؤدي إلى شطب نحو 5 آلاف وظيفة في قطاع الصلب بمجموعة «تيسنكروب».
كما تخطط المجموعة الألمانية لنقل بعض الوظائف لديها؛ مثل الأمن والخدمات والأعمال اللوجيستية، إلى شركات خارجية بنظام التعهيد.
وبالتزامن مع بيانات البطالة، بدأ عمال النقل العام المحليون في عديد من الولايات الألمانية إضراباً، صباح الخميس، يستمر لمدة يومين. ومن المتوقع أن يواجه الركاب اضطرابات ضخمة في ظل توقف خدمات الحافلات، والترام، وقطارات الأنفاق في كثير من المواقع.
وكانت نقابة العاملين في قطاع الخدمات (فيردي) دعت إلى الإضراب الذي يستمر حتى الجمعة. وتشمل المدن والولايات المتضررة: برلين، وهامبورغ، وساكسونيا السفلى، وساكسونيا أنهالت، وشمال الراين وستفاليا، وراينلاند بالاتينات. ومن المقرر تنظيم مظاهرات في عديد من المدن يوم الخميس.
ونظم موظفو النقل العام عديداً من الإضرابات على مدار الأسابيع الأخيرة، على خلفية مفاوضات جماعية محتدمة مع جميع هيئات النقل العام في البلاد، تقريباً. ويعد العاملون في بافاريا جزءاً من المفاوضات، ولكنهم ملزمون بعقود ولا يمكنهم المشاركة في الإضرابات.
ومن المقرر تنظيم عديد من الإضرابات في مواقع متفرقة على مدار أيام مختلفة خلال الأسبوع المقبل، رغم أن «فيردي» قالت إن يوم الجمعة سيكون يوم الإضراب الرئيسي.