نشرت صحيفة التايمز مقالا للمحلل السياسي آدم ساج حول تأثير دبلوماسية ماكرون تجاه روسيا على حظوظه في الانتخابات.
وقال الكاتب إن إعلان الرئيس الفرنسي تعليق مكالماته الهاتفية المعتادة مع الرئيس فلاديمير بوتين يمثل اعترافا ضمنيا بالفشل في محاولته “للحوار” مع موسكو.
ورجّح ساج أن عددا قليلا من الناخبين الفرنسيين قد لاحظوا إعلانه، الذي حظي بتغطية ضئيلة في وسائل الإعلام في البلاد، وفق ما ذكر الكاتب.
وصرح ماكرون بذلك خلال مقابلة مع قناة “فرانس 5” التي ركزت على رفضه وضع “خط أحمر” بشأن غزو أوكرانيا لأن “ذلك سيعني الدخول في حرب مع روسيا، القوة النووية”.
وذكر الكاتب أن المرشحين المتنافسين في الجولة الأولى من الانتخابات لم يحاولوا انتقاد إصرار ماكرون على ضرورة مواصلة الحديث مع بوتين.
وأشار إلى مارين لوبان، منافسته الوحيدة في الجولة الثانية، تجاهلت تغيير موقفه “بعد المذابح في بوتشا وأماكن أخرى”.
وأضاف ساج قائلا إن هناك أسبابا تجعل لوبان تبتعد عن ذكر الموضوع، مشيرا إلى تأييدها لسياسات الكرملين منذ فترة طويلة، وإلى منعها من دخول أوكرانيا منذ عام 2017 بعد دعمها ضمّ روسيا لشبه جزيرة القرم.
كما أنها اضطرت إلى التخلص من كتيبات انتخابية طبعت في بداية الحملة بسبب صورة لها مع بوتين، وفق ما أشار الكاتب.
وقال إن لوبان، وإن بقيت من أشدّ المؤيدين لمفاوضات مع روسيا، فهي سعيدة بإبقاء الموضوع بعيدا عن الأضواء.
ورأى أن الحرب في أوكرانيا يبدو أنها فاجئت فرنسا بكاملها، لافتاً إلى أنه لطالما اعتقدت باريس أنها على علاقة مميزة بموسكو، وإلى أن الناخبين الفرنسيين عموما أكثر تسامحا مع الروس مقارنة مع البريطانيين.
وأشار إلى أن ماكرون لم يتعرض للانتقادات بسبب “مغازلة” بوتين، التي بدأت بدعوته إلى قمة فخمة في قصر فرساي عام 2017.
وختم قائلا إن “الوحشية الروسية في أوكرانيا أثارت الرعب”، لكنها أثارت الإرتباك أيضاً في فرنسا، حيث لا رغبة كبيرة في نقاش سياسي حول الاستراتيجية الدبلوماسية للبلاد.