نشرت صحيفة التايمز تقريرا لتشارلز برمنر عن تعليق محاضر في جامعة غرونوبل على خلفية جدل حول الحرية الأكاديمية واتهامات بكراهية الإسلام.
وقال الكاتب إن “السياسيين المحافظين واليمينيين استنكروا عقوبة أربعة أشهر لكلاوس كينزلر، الأستاذ الألماني، من قبل كلية العلوم السياسية في غرونوبل، أحد سلسلة معاهد الدراسات السياسية المرموقة، لأنه اتهم إدارتها بالاستسلام لعقائد الطلاب والأكاديميين من اليسار الإسلامي”.
وأشار إلى أنه نتيجة لذلك “أوقف لوران واكويز، رئيس منطقة رون آلب والزعيم السابق للحزب الجمهوري المحافظ، إعانة عامة قدرها مئة ألف يورو، قائلا إن أقلية قد صادرت النقاش في جامعة غرونوبل، وفرضت أحيانا من خلال الإرهاب وجهات نظر راديكالية تتعارض مع قيم جمهوريتنا”.
وأوضح برمنز إن “الطلاب كانوا مستائين من معارضة كينزلر لمؤتمر ليوم واحد حول العنصرية ومعاداة السامية وكراهية الإسلام على أساس أن الموضوع لم يكن أكاديميا ولكنه مشحون سياسيا”.
وأشار إلى أن القضية “أثارت إدانة من حكومة ماكرون لليسار الإسلامي، وهو مصطلح صيغ لوصف الجناح اليساري الطائفي المتواطئ فكريا مع الإرهاب الذي يعتقد أنه موجود في الكليات”، بحسب التقرير.
ونقل التقرير عن كينزلر قوله إن “إدارة كلية العلوم السياسية فشلت في الدفاع عنه ضد عهد الإرهاب بقيادة أقلية من الطلاب، وأعضاء هيئة التدريس الشباب المهووسين بإزالة الاستعمار وسياسة الهوية ومعاداة الرأسمالية”.
وقد تحركت الجامعة ضد كينزلر الأسبوع الماضي بعدما أعرب عن غضبه من عدم تأديب سوى واحد من قادة الطلاب السبعة عشر الذين حددهم مفتشو وزارة التعليم في الصيف كمسؤولين عن مطاردته. وقد حصل طالب واحد على أمر استبعاد مع وقف التنفيذ.
وقضت إدارة كلية العلوم السياسية بأن كينزلر قد شوه سمعة الجامعة بقوله إنها “تشجع الطلاب صراحة على إهانة وإساءة وتشويه سمعة المعلمين الذين لديهم الجرأة على عدم مشاركة آرائهم المتطرفة”.
وأشار التقرير إلى دعوة فرانسوا جوليفي، النائب عن حزب ماكرون ريبوبليك أون مارش، إلى “وضع كلية العلوم السياسية في جامعة غرونوبل تحت إشراف مباشر من الدولة لأنها وقعت فريسة للطائفية وقال إنه يجب إجراء تحقيق برلماني للنظر في الوضع” في الجامعات الفرنسية”.
وأوضح التقرير إن “الاستياء من العقائد اليسارية غير المتسامحة في الجامعات يلعب دورا في الحملة الانتخابية لانتخابات أبريل/ نيسان الرئاسية. إذ وعد إيريك زيمور ومارين لوبان، وهما مرشحان يمينيان متطرفان، باتخاذ إجراءات صارمة ضد الصوابية السياسية وثقافة المقاطعة التي يصورانها على أنها مستعرة في الأوساط الأكاديمية. كما حذر ماكرون من أن سياسات الهوية والعنصرية، الغريبة عن القيم الفرنسية، تخاطر بتمزيق أسس المجتمع الفرنسي”.
ومن جهتهم، رد الأكاديميون بالقول إن “اليسار الاسلامي والصوابية السياسية هما مفاهيم خاطئة اخترعها اليمينيون لتشويه سمعة الجامعات وتقويض الحرية الفكرية”، بحسب التقرير.
زر الذهاب إلى الأعلى