رأي

«التانغو» الأميركي الإيراني والقضية الفلسطينية.

كتب عزام الصباح في صحيفة الراي.

دخلت الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة في الأراضي الفلسطينية المحتلة أسبوعها الثالث، وسط جمود في الواقع الميداني على الأرض مقابل حراك سياسي وديبلوماسي كبير يشهده العالم على أعلى المستويات.
ليست القضية الفلسطينية موضوعاً طارئاً، ولطالما كانت أولوية على طاولة الأحداث في المنطقة، ورغم ما نشهده حالياً في تصاعد لوتيرة الصراع، فإن من المؤكد أن الأحداث الأخيرة الدامية قد خلقت حالة من القناعة والإدراك الكبير لدى المجتمع الدولي بضرورة حل القضية الفلسطينية وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة لتحقيق السلام والاستقرار في المنطقة.
والجميع بات يدرك اليوم، أن لا سلام ولا استقرار من دون حل القضية الفلسطينية وإنهاء معاناة شعبها الذي يعاني أبشع أنواع القتل والدمار، ويقف اليوم أمام نكبة ثانية مرفوضة كلياً.
ومعلوم للجميع أن المرحلة السابقة للأحداث الجارية شهدت تحركات سياسية جادة نحو سلام عادل وشامل يؤمن استقرار المنطقة ويضمن حل القضية الفلسطينية على أساس الدولتين، إلا أن التطورات الأخيرة أعادت خلط الأوراق، وتركت تأثيراتها على التحركات الإيجابية التي كانت تشهدها المنطقة.
فالقضية الفلسطينية بعد الأحداث الأخيرة قد دخلت في فلك التجاذبات الأميركية الإيرانية في المنطقة، حتى يحلو للبعض تشبيه الوضع الحالي برقصة «التانغو» بما تتضمنه من ارتجال وتعبير وتجاذب، ولا شك أن ذلك أثّر على التحركات السياسية الأخيرة لحلحلة عمليه السلام، إلا أنه هو بطريقة غير مباشرة سوف يخدم القناعات الدولية بضرورة إحياء هذه العملية مجدداً، والعمل بإصرار أكبر لدفعها قدماً إلى الأمام.
يخبرنا التاريخ أن الأزمات الكبيرة لا بد أن تحمل انفراجات وراءها، مهما كان حجمها، واليوم هي فرصة تاريخية لعدم العودة إلى الوراء مرة أخرى، والمضي قدماً نحو إحقاق الحق، بإعطاء الشعب الفلسطيني حقوقه في العيش الكريم وتأسيس دولته المستقلة، وإرساء الأمن والاستقرار في المنطقة.

أخبار مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى