البيت الأبيض: لا تطورات وشيكة بشأن صفقة الرهائن في غزة
أعلن البيت الأبيض الجمعة أن الولايات المتحدة تعمل على تسهيل التوصل إلى اتفاق آخر بشأن إطلاق سراح الرهائن الذين تحتجزهم حركة “حماس” في غزة، من دون ترجيح حصول أي “تطورات وشيكة”.
وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض جون كيربي للصحافيين “لا يجب أن نتوقع أي تطورات وشيكة”.
وبحث الرئيس الأميركي جو بايدن مع أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني “الأحداث الأخيرة في إسرائيل وغزة، بما في ذلك الجهود لإطلاق سراح الرهائن الذين خطفتهم (حماس)”، بحسب ما اعلن البيت الأبيض الجمعة.
ويأتي ذلك بينما من المقرر أن يلتقي رئيس وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية في أوروبا مع نظرائه من إسرائيل ومصر ورئيس الوزراء القطري بهدف التفاوض على هدنة وإطلاق سراح باقي الرهائن، بحسب وسائل اعلام اميركية.
وكررت الولايات المتحدة الجمعة موقفها بأن اتهام إسرائيل بارتكاب “إبادة جماعية” في غزة “لا أساس له من الصحة”، وذلك بعد أن قضت محكمة العدل الدولية بأنه يتعين على إسرائيل بذل المزيد من الجهود لتجنب قتل المدنيين.
وقال متحدث باسم الخارجية الأميركية بعد صدور القرار “ما زلنا نعتقد أن مزاعم الإبادة الجماعية لا أساس لها من الصحة ونشير إلى أن المحكمة لم تتوصل إلى قرار بشأن الإبادة الجماعية أو تدعو إلى وقف إطلاق النار في حكمها”.
لم تبت المحكمة بعد في مسألة ما إذا كانت إسرائيل ترتكب جريمة “إبادة جماعية”.
وطلبت أعلى هيئة قضائية في الأمم المتحدة من إسرائيل السماح بوصول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، حيث يشن الجيش الإسرائيلي هجوماً عسكرياً رداً على الهجوم غير المسبوق الذي شنته “حماس” على الدولة العبرية في 7 أكتوبر (تشرين الأول).
وأضاف المتحدث الأميركي أن “قرار المحكمة يتوافق مع وجهة نظرنا بأن لإسرائيل الحق في اتخاذ إجراءات لضمان عدم تكرار الهجمات الإرهابية التي وقعت في 7 أكتوبر، مع إطار احترام القانون الدولي”.
كما أكدت واشنطن أنها “أوضحت دائماً أن إسرائيل يجب أن تتخذ جميع التدابير الممكنة لتقليل الضرر الذي يلحق بالمدنيين، وزيادة تدفق المساعدات الإنسانية ومكافحة الخطاب اللاإنساني”.
اجتماع في باريس
ويلتقي مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إيه) “في الأيام المقبلة في باريس” مسؤولين كباراً من مصر وإسرائيل وقطر لمحاولة التوصل إلى اتفاق بشأن غزة، وفق ما أفاد مصدر أمني من دولة مشاركة في المفاوضات.
وأكد المصدر لوكالة الصحافة الفرنسية معلومات أوردتها صحيفة واشنطن بوست الأميركية تفيد بأن بايدن يعتزم في القريب العاجل إرسال ويليامز بيرنز إلى أوروبا لمحاولة التفاوض على إطلاق سراح رهائن محتجزين في قطاع غزة مقابل هدنة من شهرين.
النظام الصحي
وقالت منظمة أطباء بلا حدود الجمعة إنه “لم يعد هناك نظام صحي عملياً في غزة” بعد أن أصبحت معظم الخدمات في مستشفى ناصر، حيث لا تزال المنظمة غير الحكومية تعمل، “معطلةً الآن” بسبب النزاع بين إسرائيل و”حماس”.
وعبرت المنظمة في بيان عن أسفها لأن “القدرة الجراحية لمستشفى ناصر”، أكبر مرفق صحي في خان يونس بجنوب قطاع غزة، أصبحت “شبه معدومة”، مشيرة إلى أنه “يتعين على أفراد الطاقم الطبي القلائل الذين بقوا في المستشفى التعامل مع مخزونات منخفضة جداً من المعدات الطبية”.
وتحدثت وزارة الصحة التابعة لـ “حماس” عن “انقطاع كامل للكهرباء” في المستشفى، ما أدى إلى “توقف كل المعدات الطبية عن العمل، بما في ذلك أجهزة التنفس”.
وقالت منظمة أطباء بلا حدود إنه في حين فر معظم موظفي المستشفى وآلاف الأشخاص الذين لجأوا إليه في الأيام الأخيرة، فإن ثمة ما بين 300 إلى 500 مريض مصابين بجروح خطرة لم يتسن إجلاؤهم “بسبب الخطر ونقص سيارات الإسعاف” في المرفق الطبي.
وأفادت غيميت توماس، المنسقة الطبية لمنظمة أطباء بلا حدود، في البيان، بأنه “مع تعطل عمل مستشفى ناصر والمستشفى الأوروبي، لم يتبق أي نظام صحي عملياً في غزة”.
وذكرت المنظمة أن “النظام الصحي بكامله خارج الخدمة الآن” في القطاع. ولا تزال 8 فقط من أصل 36 مستشفى مفتوحة قبل الحرب، تعمل “بشكل جزئي” في غزة، وفق المنظمة.
وفي الجنوب، حيث يُنفذ الجيش الإسرائيلي هجومه حالياً، ولا سيما في خان يونس، باتت كل المستشفيات “مكتظة أو لا يمكن الوصول إليها”، حسب المنظمة.
“دواعٍ أمنية”
قالت هيئة الإذاعة والتلفزيون الألمانية (إيه.آر.دي) الجمعة إن إسرائيل تمنع موظفين فلسطينيين يعملان بها منذ مدة طويلة من مغادرة قطاع غزة الذي يخشيان فيه على روحيهما، وأضافت أن الدواعي الأمنية التي تشير إليها إسرائيل غير منطقية.
وذكرت “إيه.آر.دي” أنها تضغط، بدعم من الحكومة الألمانية، منذ أكثر من شهرين من أجل تمكن اثنين من موظفيها من مغادرة القطاع. وترفض إسرائيل ذلك حتى الآن متعللة بدواعٍ أمنية.
ولم ترد وزارة الخارجية أو مكتب رئيس الوزراء بعد على طلب للتعليق.
وقال كريستيان نيتشه كبير محرري “إيه.آر.دي”: “هذا الزميلان لا يشكلان خطراً أمنياً ولذلك ندعو السلطات الإسرائيلية والحكومة لأن يتركا زميلينا يغادران”.