رأي

البلد تنفس الصعداء..!

كتب ناصر العبدلي في صحيفة القبس:

أتوقع أن البلد الآن تنفس الصعداء لسببين؛ أولهما أن هناك تفاؤلا كبيرا بتكليف سمو الشيخ د. محمد صباح السالم رئيساً لمجلس الوزراء، والآخر أن قدرات القوى المناوئة لمشروع الإصلاح الاقتصادي والسياسي تراجعت كثيراً، وباتت مشغولة في كيفية التخلص من آثار أعمالها السابقة، الأمر الذي يمنعها من تكرار محاولاتها لتعطيل عمل الحكومات، ناهيك عن إسقاطها.

سمو الشيخ محمد صباح السالم أحد أبرز رجالات الاقتصاد ليس محلياً أو خليجياً فحسب، بل في العالم العربي، والساحة باتت جاهزة لمشروع جديد ينهض بالبلاد سياسيا واقتصاديا ليس أقل من إعادة النظر في الهياكل السياسية والاقتصادية السائدة على الساحة حاليا، واستبدال بها هياكل أكثر تطوراً وقدرة على موجهة التحديات.

ليست هناك حكومة في العالم تدير كل شيء كما يحدث لدينا، وإذا كانت هناك حاجة في فترة من الفترات أن تقوم الدولة بهذه الأعباء بات صعباً جداً مع كثرة التعقيدات من حولنا سواء أكانت على صعيد السياسة أو على صعيد الاقتصاد أن تبقى الدولة هي المحرك والمركز للدورة الاقتصادية، ولا بد من التخلص من المؤسسات التي أنشئت يوماً لأهداف محددة لم تعد موجودة الآن.

التركيز على المبادرات الاقتصادية الخاصة يفترض أن يكون أولوية الحكومة الحالية، ولا أتحدث عن بناء المزيد من «الكونكريت» بل أتحدث عن أفكار لإنشاء مشاريع استثمارية في كل القطاعات المنتجة سواء في القطاع النفطي أو في الكهرباء والماء أو في نظام الاتصالات يمكنها أن تخلق أولاً وظائف جديدة لشباب خريجي الجامعات والدبلوم، وثانياً تكون إضافة لرأس المال الوطني.

ليست هناك مشكلة في أن تكون الحكومة المستثمر الأول في هذه المشاريع الاستثمارية، لكن يجب أن يكون لرأس المال الوطني الخاص دور رئيسي في هذه المشاريع الجديدة، فالدستور قد شدد على ضرورة أن يكون الاقتصاد الوطني مناصفة بين المال الحكومي والمال الخاص، كما شدد على الدور الاجتماعي لرأس المال من الجانبين، والأفضل أن تكون إدارة تلك المشاريع من حصة رأس المال الخاص؛ لأنه أكثر قدرة ورشاقة من القطاع الحكومي الذي يجب أن يفكك تدريجياً.

أخبار مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى