البلاستيك وتضرّر الثروة البحريّة …
يعتبر البلاستيك من أبرز ملوثات المحيطات والبحار، بحيث يتم التخلص منه بشكل عشوائي وغير صحيح، فتتحلل بعض انواعه الى جزيئات تعرف بـ “البلاستيك المتناثر” او “الميكروبلاستيك”
وحذرت الأمم المتحدة من ان كمية البلاستيك قد تفوق الأسماك في المحيطات بحلول 2050، ما لم يتوقف الناس عن استخدام او رمي كل ما هو «بلاستيكي» يستعمل لمرة واحدة مثل الاكياس والعبوات الطرية والصلبة
وفي هذا السياق، افاد برنامج الأمم المتحدة للبيئة في تقرير حديث «ان التلوث البلاستيكي ينتشر في شواطئ العالم ويثبت في قاع محيطاته، بل ويشق طريقه من خلال سلسلة الغذاء الى موائد الطعام»
بالمقابل، تعتبر المخلّفات غير القابلة للتحلل بشكل خاص Nonbiodegradable ، والتي لها القدرة على الاستقرار Persistent، قد تلتهمها الأسماك الكبيرة مما يؤدي الى اختناقها وموتها. وبعض شباك الصيد التي تهمل وتترك في البحر، تتعرض لها الطيور الخواضة فتنتهي فيها، او انها تعيق حركة الأسماك والكائنات البحرية الأخرى ما يدفع الى هلاكها»
وفي سياق متصل، تناولت بعض الأبحاث العلمية المخلفات الصلبة على سواحل البحر، وتمثل نحو 50% من مجموع المواد الزائدة وغير المرغوبة على سواحل البحر. كما ويقدر عدد الطيور البحرية التي تنفق بسبب هذه النفايات بمليون طائر سنويا على المستوى العالمي، و100 ألف من الكائنات البحرية الفطرية
ولفتت دراسة أجريت في الجزء الشرقي من قاع البحر الأبيض المتوسط «ان المهملات البلاستيكية تشكل أكثر من 63% من كوكبة القمامة الموجودة في باطن البحر، وهذا النوع من النفايات في ازدياد مضطرد نتيجة ارتفاع المواد المصنوعة من البلاستيك في الوقت الراهن، واستخدامه كبديل للكثير من المواد التقليدية التي كانت تستعمل سابقا في الصناعة والأدوات والمستلزمات المنزلية»
على مقلب آخر، ان ابتلاع الأسماك لهذه القمامة يعرضها لخطر التهام «اللدائن» الموجودة في مجالها البيئي. ويعتقد الباحثون ان الأسماك تبلع المواد الاصطناعية بسبب الشبه الكيميائي بين هذه النفايات والغذاء الطبيعي، او نتيجة الخطأ في تمييزها، ما يؤدي الى تراكم هذه الجزيئات في الانسجة الداخلية للأسماك ويؤثر على صحتها
ان تأثير فساد الجوّ والبيئة ومياه البحار الناتج عن مجمل الإفرازات الكيميائيّة والصناعية، ضار على الكائنات البحرية كما على الانسان ، ويعود ذلك الى تحلل هذه الجسيمات كيميائيا وفزيائيا من خلال اشعة الشمس، او من خلال أمواج البحار والمحيطات. وهذا الامر يؤثر سلبا على الحياة البحرية، وتنتقل هذه الاضرار الى الانسان عن طريق اكل اللحوم البحرية
وتتمثل مهلكات المواد البلاستيكية على الانسان بزيادة احتمال الإصابة بالزهايمر، وبعض الامراض السرطانية، كما وتؤدي الى تراكم الدهون وتخزينها في الجسم، أضف الى زيادة مقاومة الانسولين وانخفاض مستوى الهرمونات الجنسية، وتؤثر على الجهاز التناسلي لدى الذكور والاناث على حد سواء، خاصة فيما يتعلق بجودة ونوعية المني